
جامع أسرار الخالقِ المتِين عن المادة والخلقِ في القرآن المبِين
On Sale
$10.00
$10.00
فكرت مراراً في هذا السؤال، هل يمكن وضع تفسير مادي تاريخي للقرآن الكريم؟ لكنني عدت وفكرت في أصل ودورة حياة المادة في التاريخ منذ خلقها الأول بأمر الله، وتأملت حركة المادة ودورتها في الكون والطبيعة، وكذلك دلالة معانيها وسياقها التاريخي في القرآن، وإذا قلنا سياق تاريخي، فإننا بذلك نتوقع زمناً محدداً لخلق بداية أو أول المادة، علماً بأن خلق أول المادة ليس له زمن وفق التقديرات الآدمية الدنيوية لأن تحديد زمن خلق أول المادة يعني الاشتراك مع الخالق في تحديد زمن خلقها، وبالتالي تحديد زمن خلق الكون بشكل دقيق، علماً بأن زمن خلق أول المادة بأمر الله لا يشترك في معرفة وجوده الابتدائي وآلية نشأته أحد إلا الله (وكملاحظة نقول إن المقصود بالمادة في كل مواضع ذكرها في الكتاب هو العناصر الكيميائية في الجدول الدوري). كما أنني فطنت بعد طول نظر وقراءة في كتب علوم المادة والطبيعة، وبالتحديد نظرية عالم الأحياء الطبيعي والجيولوجي البريطاني تشارلز داروين وما بُني على إثرها، وما لاقته من قبول عند عالم الأحياء الإنجليزي توماس هكلسي وغيره، فطنت أنه لا يمكن تفسير القرآن تفسيراً مادياً، لأنَّ المادة جزء من موضوعه وليس كل موضوعه، والطبيعة أيضاً جزء من موضوعه وليس كل موضوعه، لكن موضوع المادة والطبيعة (ويشكلان الكون معاً) موضوعان مركزيان ومتأصلان في الحياة وفي القرآن، ويتلاحق معهما خلق آدم (عليه السلام) باعتباره أول الخلق الإلهي الإحيائي الروحي، وكذلك عيسى (عليه السلام) باعتباره آخر الخلق الإلهي الإحيائي الروحي.
لقد وجدت إمكانية التأسيس لمقدمة نظرية عن الفلسفة المادية في قراءة نص القرآن، لكنني قررت أن تقدم هذه القراءة ضمن فلسفة مادية إحيائية أو إن شئنا تسميتها "فلسفة حركية" أو "إحيائية" لأنها تقوم بواجب الإحياء والانبعاث وتشتمل على الحركة في خلق الخلق خلقاً إحيائياً روحياً أو إحيائياً مادياً أو إحيائياً نشورياً.
يعتبر القرآن أسبق من المادة لأنه كلمة الله المنزلة عبر الوحي، والوحي أسبق من المادة، ومادة خلق الوحي أسبق منه، ولأن خالق المادة هو الله، ولأن كلمة الله أسبق وأقدم من المادة ومن خلق الكون والقرآن والوحي، فيكون أصل خلق المادة لغة أمر وكلمة الله العليا هي أمر.
لقد وجدت إمكانية التأسيس لمقدمة نظرية عن الفلسفة المادية في قراءة نص القرآن، لكنني قررت أن تقدم هذه القراءة ضمن فلسفة مادية إحيائية أو إن شئنا تسميتها "فلسفة حركية" أو "إحيائية" لأنها تقوم بواجب الإحياء والانبعاث وتشتمل على الحركة في خلق الخلق خلقاً إحيائياً روحياً أو إحيائياً مادياً أو إحيائياً نشورياً.
يعتبر القرآن أسبق من المادة لأنه كلمة الله المنزلة عبر الوحي، والوحي أسبق من المادة، ومادة خلق الوحي أسبق منه، ولأن خالق المادة هو الله، ولأن كلمة الله أسبق وأقدم من المادة ومن خلق الكون والقرآن والوحي، فيكون أصل خلق المادة لغة أمر وكلمة الله العليا هي أمر.