Your Cart
Loading

أبواب النصر

On Sale
$5.00
$5.00
Added to cart

يطلع صباح اليوم الحادي والعشرين من فبراير1987في كامل الحذر الذي يطبع أغلب أهالي هذه البلدة الفقيرة التي كانوا يُسمّونها القرية الفلاحيّة.

 بعد استرجاع العتاد والمساكن التي كان يستغلّها الكولون بعنجهيّة، نزح إليها بعض البطالين من باب العسّة ليشتغلوا بالزّراعة في أرضها السّهبيّة بحماس فيزهر ربيعها أيّما إزهار ليجود صيفها بأوفر مواسم الحصاد طوال العشريّتيْن اللتيْن أعقبتا استقلال الجزائر.

كان الفلاحون يدركون، وقتئذ، بأن الأرض التي يخدمونهامسقيةّ بدماء الشّهداء الأبرار، التي سالت على مدى الزّمن كالأنهار.

تتوالى مع مرور الوقت نزهة الصّديقيْن ليشهدا على تحوّلات مجتمع الضاحية الحدوديّة: فهاهم التلامذة يأتون من المداشر المتناثرة على كلّ ضامر ليشهدوا منافع الدرس والأكل والرياضة.

وهذا فلاح يقرّ بأنه لولا القسم الداخلي بمتوسّطة باب العسّة ما كان لابنه أن يكمل دراسته لينتقل إلى ثانويّة بدائرة مجاورة، وهاهي منافسات العدو الرّيفي، ومباريات كرة القدم ما بين الأحياء تملأ أوقات الشباب، وتصنع فرجة البطالين والهواة.

يقول سائق الحافلة المتقاعد: "جاء التلفزيون يصوّر الحياة في بلدتنا. هذا وقت فرح كبير"، ويقرأ علي عبد الرزاق في إحدى صفحات "الجمهوريّة" لم تعد باب العسّة قرية معزولة قدرها الحرمان والنسيان كما ظلت لسنوات بعيدة، بل أصبحت ممرّ التجّار والسّياح، وحتّى المغامرين والفضوليّين عند نقاط الحدود."

على وقع الحنين إلى وقت مشرق مضى بلا رجعة، يعود المتنزهان إلى "مطعم الشّعب" فيبهتان لما طرأ عليه من تحسّن وتوسّع، ويرفع حاتم سايح بصره إلى اللافته: "مطعم حياة أفضل" فيصرخ من المفاجأة ليجيبه مرافقه علي عبد الرّزاق: وفيم العجب وقد طال التطوّر مناحي الحياة كلّها في طول الجزائر وعرضها؟"


You will get a PDF (1MB) file

Customer Reviews

There are no reviews yet.