Your Cart
Loading

الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام

On Sale
$6.00
$6.00
Added to cart

إنَّ تأصيلَ حركة التّكامل المَعرفيّ داخل المجتمع المسلم كانَت أحَدَ أهمّ أولويّات وأهداف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) التي أرساها من أجل إقامة دولة العَدل، حيث اعتَبَرَ عَمليّة التَسَاوُق والتَطَابُق والتّكامل بين الوَعي الفكريّ للفَرد مَعَ الوَعي المُجتمعي مِن ضَرورات مشروع دولة الإنسان، لأنَّ المعرفة، ببساطة، هي أحد أهمّ محرّكات عملية التكامل الإنسانيّ، وأنَّها الكفيلة بتأسيس قواعد رصينة.
لمنهجيّة متكاملة في التفاهم والتكامل بين الحاكم والمحكوم، بدلًا من التصادم والتنازع، وبالتالي، فالوعيّ الفكريّ وَحدَه كفيل ببناء دولة العدل الإصلاح.
والإمامُ عَليٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) كانَ يَدعو إلى التسلّح بالوَعي، من خلال التفقّه في الدين، والتفكّر والتدبّر في كتابِ اللهِ الحكيم، مِنْ أجلِ بلوغ أَعلى مَقامات المَعرفة في الأصول والفروع، وباقي الأفكار المفاهيميّة ذات العلاقة، وَتَرجَمَتَها إلى مَنهَجٍ وَسلوكٍ مُتكامل حتى تؤتي أُكلها وتُجنى ثمارها.
وَمَعَ تَلاطُم أمواج الصّراع بين المدارس الفكريّة، وفي خِضَمّ البحث عن الحقّ والحقيقة، باتَ لِزامًا علينا أنّ نسعى للإبحار في منهج عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، رُغم أنَّ الولوجَ في أعماقِ فِكره ليس بالأمر الهَيّن، فالإمامُ إشعاع ٌمِنْ نُور رَحمة الله تعالى، وَنِعمة إلهيّة لا يحدها شيء، فجغرافية عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أساسها الوحدة الإنسانية بين جميع الأُمَم، وَزَمانُه ما بَقِيَ الليلُ والنَّهار، وَعِلمُه مَعينًا لا يَنْضَب، كيف لا وهو الذي مولدهُ في بَيتِ الله تعالى، وسمعه وبَصَرَه وفؤاده على كتابِ الله تعالى، وعاشَ في كَنَفِ نَبيِّ الله تعالى، وقاتل بسيفِ الله تعالى، وَنَطَقَ باسم الله تعالى، فكان بالحقّ خليفةَ الله، ووصيّ رسول الله.
وحينما يكونُ الحديث عَن عليٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فإننا بذلك نُبحر في بَحرٍ مِنَ العِلمِ والفِكرِ والوَعي والأخلاق ليس له آخر، تقودنا أشرعة الرغبة وتشدّنا رياح الشوق من أجل الأحاطةِ ولو ببعد واحدٍ مِنْ أبعادِ فِكرهِ وَمَنهجه، ولكن هيهات، فالحديث عَن عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، مَكمَنُ الأسرار السماويَّة، ليس بالإمر السَهل، بل هو الأمر المُحال بعينه، فَكيف الإحاطة بِمَن لَبِسَ العِصمة رِداءً، وَتَسربَلَ بالكمال نورًا، وارتدى العزّ وقارًا؛ وهو الطُّهرُ الطّاهرُ المُطهّر، وأنَّ كلّ عَبقريّ عظيم، مهما أدركَ مِنْ مَقامات الوَعي والفكر والعزّة والشرف والحكمة والأخلاق، فهو بلا شكّ دون علّي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بمراتب، وأقلّ منه مَقامًا ومنازل.
You will get a PDF (3MB) file

Customer Reviews

There are no reviews yet.