
أسرة عربية.. قرية عربية
هذا الكتاب هو الجزء الثالث من سلسلة "أعبد الحياة: رواية حياة في رسائل". الجزء الأول كان بعنوان "حب الى الأبد"، وأما الجزء الثاني فكان بعنوان: "صداقة: مراسلات مع سعـد الله ونوس، أدونيس، زكريا تامر". وتضمن مراسلات المؤلف مع أصدقائه الثلاثة.
الجزء الأول تحدث عن الفروق الهائلة في العلاقات بين المرأة والرجل في الغرب ومثيلاتها في الشرق. أما الجزء الثاني، فقد عني بالقول إن "الصداقة" هي ثاني أنماط الحب. أما هذا الجزء الثالث فإنه يكشف الفروق الهائلة في العلاقات ضمن الأسرة العربية ومثيلاتها في الأسرة الأوروبية.
في أولى رسائل "الفروق" التي يُستهل بها الكتاب، يخاطب المؤلف أخاه بالقول:
طوال ستة أشهر وأنا أعمل كعامل. كتبت موضوعين في الجامعة، أخذت على الاثنين درجة امتياز. (عادة يكتب الطالب موضوعاً واحداً في الفصل الدراسي). يجب أن أقرأ كل يوم بضع ساعات لنفسي. لديّ صاحبة، كما تعلم. وهي مثل الزوجة إن قرأ عليها الشيخ الفاتحة أم لم يقرأ. إنني مرهق دائماً، وإمكانياتي ما زالت تنتظر. وتأتي رسائلكم: «متى تتزوج، ومتى تعود؟». إنكم تكتبون من عالم آخر. منذ البداية كنت قد قطعت كل أمل أن يفهمني أحد منكم، رغم أن كل ما لديّ هو بسيط وبديهي. إحساسي أني مطارد ومحرج ومجروح. تكونون مبسوطين مني إذا فعلت ما تريدون، ولو كان ذلك هو نهايتي، ولن تكونوا مبسوطين إذا لم أفعل ما تحبون، ولو كنت في قمة السعادة. ترون أحياناً أن حياتي ليست صحيحة، وأرى دائماً أن حياتكم ليست صحيحة. غير أني لم أحاول مرة أن أؤثر على أحد منكم، ولا على من هو أصغر مني سناً.
...
لا يستطيع الموضوع أن ينتهي، لأن الفهم صعب، بل مستحيل. وكذلك موضوع الدراسة والعودة والوظيفة وكل شيء. لو كتبت لك آرائي حول ذلك، فلن تفهمها أكثر مما لو كتبتها بالألمانية.