
نظرية النبوة في الفلسفة العربية الإسلامية
على الرغم من أن كثيرين من المفكرين والعلماء المسلمين تناول قضية النبوة، لكنّهم يستمدون رؤيتهم ومفاهيمهم بالاعتماد على المنهل الديني وحده، سواء في المذاهب الدينية التقليدية خاصةً، أو في النهج الصوفي عامةً. وبذلك، يكون دور العقل عندهم تابع إلى الدين، ما يجعلهم يقدمون النص على العقل. أمّا الجانب الفلسفي، فعلى العكس، إذ يعطي للعقل دورًا أوليًا لا ثانويًا بما يتصل بالنص المنقول.
ومن خلال صفحات الكتاب سيطّلع القارئ الكريم على تفاصيل تلك المفاهيم، التي حاولتُ أن أسردها بشكل مُركز داخل سياق موضوعها من دون التشعب خارجها إلا بما هو ضروري. بمعنى، تقديم رؤى هؤلاء الفلاسفة التاريخيين والمفكرين الإصلاحيين الحديثين في قضية النبوة، ثم تقييم أفكارهم، من دون الحاجة إلى الإطالة في هذه النقطة أو تلك، من هذا الطرف أو ذاك، من الذين اتفقوا أو عارضوا آراء هذه النخبة المميزة وطُرق المعالجات التي أوردوها في نظرية النبوة.