
ضمير الغائب: سجال الرماد والأمل
سجال الرماد والأمل هو حياتنا نفسها. نقطع خطوة، أو نتعثر لأجل أن نترك بصمة أمل، ولكن في بيئة ظلت تغالبنا بالرماد.
لا يملك الكاتب سلاحا أكثر من قلم. فائدته الوحيدة هي أن يُقرأ. وإلا فانه قطعة من خشب.
بعضنا يترك أثرا، يتردد صداه في أرجاء شتى، ويعيد صياغة الوعي العام، أو ينير درب السائرين في لجة الظلام الموحش. إلا أن هذا الأثر كثيرا ما يتلاشى تاركا خلفه رمادا.
نعيش في دوامة عجيبة، لم تنكشف بعد، عن مسار.
أنظر في أثر حركة النهضة التي صنعها كتاب وأدباء ومفكرون كبار منذ أوائل القرن الماضي في مصر وسوريا والعراق ولبنان، وتاليا الجزائر والمغرب. أسماؤهم ما تزال تطارد النجوم التي تتلألأ في سماء معركة التقدم الحضاري. ولكنك عندما تنظر في النهايات الواقعية لهذه المعركة، فلسوف ترى رمادا. وبعيدٌ عن متناول اليد الآن، أن تتكرر تلك الأسماء.
تلك هي القصة.
وهي ما يقف وراء استدعاء السجالات في هذا الكتاب من شتات.
أن تقرأ أو لا تقرأ، لا يهم.
لقد كان هذا حصتي من الرماد والأمل.
وإذ لم يبق الكثير لأغيب، فان هذا الكتاب ليس سوى شاهد على ما ظل يختمر في الضمير أو يصنعه.