Your Cart

من تساؤلات القارئ المتدبر لسورة الفاتحة

On Sale
$5.00
$5.00
Added to cart


لا أروع ولا أحلى ولا ألذ من أن تهيم بفكرك وتأملك بين معالم صرح كتب على بوابته (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)، (لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ)، (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ)، فتبدأ جولتك بين مرافق ومعالم ذلك الصرح القرآني مستصحبا معك تلك التقريرات، فتجد صدقها متجليا واضحا ظاهرا بارزا متألقا في كل ذرات ذلك الصرح وجزيئاته، فالوقف وقف، والحرف حرف، والفصل فصل، والمقطع مقطع، والإيجاز في محله، والإطناب في مكانه، دقة تعجز العبارة عن وصفها، ويستسلم العقل لحكمتها، ويقف الذوق مشدوها أمام روعتها، مما يدفعك دون تريث أو تفكير بأعلى صوتك قائلاً: (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)...

رحلتي مع التدبر بدأت منذ أن وضعت قدمي في سكة الطلب قبل أن تنبت شعرة على ذقني، منذ تلك الانطلاقة المباركة وأنا منبهر بروعة اللفظ والسياق، متسائل عن سر ذلك الترتيب والانتقاء والاصطفاء، مستصحب معي سؤال (لماذا) باحث عن الجواب والسر والكنه.

وأول تفسير وقع بين يدي وكان مناسبا في سهولة لفظه وقريب عبارته، هو تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) هذا التفسير على وجازة كلمته، إلا أنه ينحو منحى التدبر والإجابة على التساؤل، فاختصرت منه سورا لعلي أحتفظ إلى الآن بتلك المختصرات، ووجدت فيه نفس الإمام ابن القيم التعليلي والتحليلي، فكانت تلك أول رابطة وثقى مع علمي التدبر والتفسير، والتي كلما مضت الأيام والسنون وكلما من الله عليه بمزيد تعلم وفهم إلا وزادت توثقًا وتطورًا.


You will get the following files:
  • PDF (1MB)
  • PDF (1MB)