
أين أمي
لم يطل وقت التشاور بين الفريق الطبي ليعلن أن أنطوان في مرحلة احتضار. يطرق الباب طرقا خفيفا متواصلا وأهرع لفتحه رغم اعتراض ديميتري، يمدّني كروك بتصاميم تركها أنطوان في المرقد.
يومئ لي الجرّاح أن أحضري ورقة وقلما.
أتردّد وأنا أتذكّر ما قال أمس صبية الحيّ من أنهم رأوا ظلا يطير في السّماء مع الفجر، وصوتا يردّد:
-"أحبّ قهوة أمّي وقسوة أبي. أيّها العالم هل تقبلني؟ أيّها الفضاء هل تسعني؟"
ينوب ديميتري عنّي بالمهمّة ويمسك بأنامل أنطوان المرتجفة وهي تخطّ هذه الكلمات:
-أرغب بلمسة من أمّي، ولو في الشّمس، وأبحث عن قبر أبي ولو في القمر، وسأقول لغزّة:
"أحببتك مثلما أحبّتني أمّي تقريبا."