أربعة وعود لتقطعيها على نفسك هذا الفالنتاين
يمكن أن يكون يوم الفالنتاين تذكيرًا مؤلمًا لكِ وللكثير من النساء العازبات، إذ يعزز فكرة أن الدخول في علاقة عاطفية هو السبيل المثالي للعيش. لطالما روّج المجتمع لفكرة أن الإشباع الحقيقي يتحقق من خلال العثور على الحب، والاستقرار، وتكوين أسرة.
في الواقع، الحب—سواء لنفسكِ أو للآخرين—ليس وجهة ثابتة، بل هو رحلة تتكشف بشكل مختلف لكل امرأة. تجد بعض النساء الحب في شغفهن، وأخريات في الحيوانات الأليفة، الطبيعة أو الصداقات العميقة.
هناك من تجد حبها الحقيقي بعد عدة تجارب فاشلة، بينما تعثر عليه أخريات في سن مبكرة ويبنين معه حياة كاملة. لا يوجد جدول زمني واحد، وكما يقال، "المقارنة هي حقًا سارق الفرح".
مهما كان وضعكِ الحالي—حديثة العهد بالانفصال، في مرحلة الشفاء، أو لا تزالين تبحثين—هناك ثابت واحد: أنتِ. هذا الفالنتاين، اقطعي على نفسكِ هذه الوعود الأربعة، لأنكِ في نهاية المطاف، أنتِ التزام نفسكِ الأطول والأعمق.
1. وعد بأن تكوني لطيفة مع نفسكِ
يمكن أن يثير يوم الفالنتاين طوفانًا من المشاعر—الوحدة، الحنين، وحتى الشك بالنفس. من السهل أن تسترجعي علاقاتكِ السابقة بندم أو تتساءلي عما إذا كنتِ في المكان الذي "يفترض" أن تكوني فيه. لكن التعاطف مع الذات في هذه المرحلة ليس مجرد فكرة لطيفة؛ إنه ضرورة.
تشير دراسة منشورة في مجلة Social and Personality Psychology Compass إلى أن النساء اللواتي يتمتعن بتعاطف عالٍ مع الذات يعانين من توتر وقلق أقل لأنهن يمارسن ما يُعرف بـ"إعادة الهيكلة المعرفية الإيجابية"—وهي عملية تساعدهن على تفسير التجارب السلبية بطريقة أكثر بنّاءة. كما وجدت الدراسة أن التعاطف مع الذات يقلل من النقد الذاتي ويساعد النساء على اجتياز الصعوبات بتوازن عاطفي أكبر.
إليكِ بعض الطرق لتكوني أكثر لطفًا مع نفسكِ عندما تعلو أصوات الانتقاد الداخلي:
🎀تحدثي إلى نفسكِ كما لو كنتِ تتحدثين إلى صديقة. عندما يتسلل الشك الذاتي، اسألي نفسكِ: "هل سأقول هذا لصديقة أحبها؟" إذا كانت الإجابة لا، فأعيدي صياغة أفكاركِ بلطف. كل فكرة توجهينها لنفسكِ تشكل تصوركِ لذاتكِ—فتأكدي من أنها مليئة بالعناية وليس الانتقاد.
🎀استخدمي تأكيدات التعاطف مع الذات. بدلًا من قول، "الحب ليس مقدرًا لي"، جربي: "كل علاقة علمتني شيئًا ثمينًا—يمكنني تقدير الجيد والتعلم من الباقي." ماضيكِ لا يحددكِ؛ بل يشكّلكِ. الامتنان للأوقات الجيدة والتعلم من السيئة يسمح لكِ بالمضي قدمًا دون استياء أو ندم.
🎀اقطعي دورة الأفكار السلبية بنشاط يثبّتكِ في الحاضر. اذهبي في نزهة، استمعي إلى الموسيقى أو دوّني أفكاركِ—أي شيء يحوّل تركيزكِ من الحكم على الذات إلى التواصل معها. هذه اللحظات الصغيرة من اليقظة لا تثبّتكِ فقط في الحاضر، بل تساعدكِ أيضًا على بناء علاقة أعمق وأكثر تعاطفًا مع نفسكِ.
اللطف مع الذات لا يتعلق فقط بكيفية حديثكِ مع نفسكِ—بل يشمل أيضًا ما تسمحين له بالدخول إلى حياتكِ. وهنا يأتي دور الحدود.
2. وعد بوضع حدود صحية
الحب—سواء كان رومانسيًا، أفلاطونيًا أو موجهًا للذات—يزدهر بوجود حدود صحية. بدونها، يمكن أن تسيطر مشاعر الإرهاق العاطفي، والاستياء، وحتى إهمال الذات. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الخوف من العزوبية قد يجعل وضع الحدود أمرًا صعبًا، ما يدفع الكثير من النساء للبقاء في علاقات غير مُرضية أو غير صحية.
وجدت دراسة نُشرت في Journal of Personality and Social Psychology أن النساء اللواتي لديهن خوف شديد من العزوبية أكثر عرضة للرضا بأقل مما يستحقن في العلاقات الرومانسية. هذا الخوف يتنبأ بزيادة الاعتماد على العلاقات غير المُرضية وانخفاض احتمال إنهائها.
وهنا تصبح الحدود ضرورية. وضع حدود مع نفسكِ يساعدكِ على إدراك متى تبقين في علاقة بدافع الخوف بدلًا من الاتصال الحقيقي.
قد تبدو هذه الحدود على الشكل التالي:
✅قول لا للعلاقات التي لا تتماشى مع قيمكِ واحتياجاتكِ.
✅تذكير نفسكِ بأن البقاء وحيدة أفضل من أن تكوني في علاقة تستنزفكِ.
✅تقليل التعرض للمقارنات الاجتماعية التي تضغط عليكِ للبحث عن علاقات من أجل الشعور بالتقدير.
✅إدراك أن قيمتكِ لا تتحدد بحالة علاقتكِ.
في حين أن الحدود تحمي مساحتكِ العاطفية، فإن ما تفعلينه داخل هذه المساحة لا يقل أهمية. العناية بالذات ليست فكرة لاحقة—بل هي المكان الذي يمكنكِ فيه زراعة حب الذات الحقيقي.
3. وعد بممارسة العناية الذاتية بلا قيود
العناية بالذات ليست رفاهية—إنها صيانة. ومع ذلك، غالبًا ما نتعامل معها كأنها امتياز وليس ضرورة، وندفعها جانبًا حتى "نستحق" حق الراحة. لكن العناية بالذات ليست شيئًا يجب تبريره؛ بل يجب الالتزام به.
وجدت دراسة أن النساء اللواتي يتقبلن العزوبية طواعية يتمتعن بصحة عاطفية ونفسية أفضل من أولئك اللواتي يعتبرنها غير طوعية. كما يعانين من مستويات أقل من الوحدة العاطفية، ما يعزز فكرة أن الاستقلالية يمكن أن تكون مُشبعة بعمق.
وبالمثل، أظهرت أبحاث نشرت في Journal of Social and Personal Relationships أن النساء غير المتزوجات لديهن مستويات مماثلة من الموارد النفسية للمرونة العاطفية مقارنة بالمتزوجات، كما أن اعتمادهن الكبير على الذات يقلل من المشاعر السلبية. بمعنى آخر، العزوبية قد تكون ميزة—لأنكِ تملكين الاستقلالية لإعطاء الأولوية لنفسكِ دون تنازلات.
إليكِ كيف تبدو العناية الذاتية الحقيقية وغير المشروطة:
👑العناية الجسدية بالذات. حرّكي جسدكِ بطريقة تشعركِ بالراحة، وامنحي نفسكِ وجبات معدة بعناية، وارتاحي دون الشعور بالذنب.
👑العناية العاطفية بالذات. دوّني يومياتكِ، مارسي اليقظة الذهنية أو اطلبي العلاج النفسي—استثمري في رفاهيتكِ.
👑العناية الاجتماعية بالذات. عززي علاقاتكِ مع الصديقات والمجتمعات التي ترفع من شأنكِ بدلًا من السعي وراء التقدير.
👑العناية الإبداعية بالذات. انخرطي في هوايات تجلب لكِ الفرح—الرسم، الكتابة، الموسيقى أو أي شيء يسمح لكِ بالتعبير عن نفسكِ بحرية.
4. وعد بأن تتلذذي بالحياة بحرية
الانغماس في الحياة لا يجب أن يكون مستحقًا. الملذات الصغيرة الخالية من الذنب ليست مجرد متعة—بل هي أساسية للرفاهية طويلة المدى. إن المشاعر الإيجابية تلعب دورًا أساسيًا في زيادة الرضا عن الحياة من خلال بناء المرونة.
اكتشف الباحثون أن النساء اللواتي يختبرن بانتظام لحظات صغيرة من الفرح يطوّرن آليات تكيف أقوى، وقدرة أكبر على التكيف العاطفي، ورفاهية محسّنة بشكل عام مع مرور الوقت. وهذا يعني أن الانغماس في ملذات الحياة البسيطة—دون شعور بالذنب—يمكن أن يكون فعلًا قويًا من العناية بالذات.
هذا الفالنتاين، امنحي نفسكِ الإذن الكامل للانغماس دون تردد أو الشعور بأن عليكِ استحقاقه. إليكِ بعض الطرق لتدللي نفسكِ وتظهري لها الحب:
🌸اشتري لنفسكِ شيئًا مميزًا. لا تحتاجين إلى انتظار "الوقت المناسب" أو مناسبة خاصة للحصول على ما كنتِ تؤجلينه كمكافأة. الحياة أقصر من أن تؤجلي فيها الفرح دائمًا.
🌸اصطحبي نفسكِ في موعد. افعلي شيئًا يجلب لكِ السعادة حقًا—شيئًا مميزًا وليس مجرد هواية روتينية. قد يكون لعب البولينج، مشاهدة فيلم رائع مع أكبر صحن من البوشار، أو ارتداء أجمل ما لديكِ والاستمتاع بوجبة فاخرة لمجرد أنكِ تستحقين ذلك. اجعلي اليوم عنكِ.
الانغماس الخالي من الذنب هو فعل من أفعال حب الذات. افعلي الأشياء لمجرد أنكِ تستطيعين، وليس لأنكِ "استحققتها". تناولي الحلوى دون تردد، اسلكي الطريق الأطول لمجرد جماله، ودعي نفسكِ تستمتعين بالأشياء التي تجلب لكِ الفرح. تبني المتعة بالكامل وبدون قيود يعزز الاعتقاد بأن سعادتكِ مهمة—لأنها كذلك بالفعل.
في نهاية اليوم، لديكِ نفسكِ. ليس كخيار أخير، بل كأكثر حضور دائم لديكِ. الحب، التقدير والراحة التي تبحثين عنها ليست فقط خارجكِ—بل تتشكل بالطريقة التي تعاملين بها نفسكِ، الحدود التي تضعينها، والمساحة التي تخلقينها للفرح.
⚜لذا، إذا بدا يوم الفالنتاين كتذكير بما ينقصكِ، فليكن احتفالًا بما لا يزال لديكِ—مرونتكِ، نموكِ وقدرتكِ على أن تكوني مكتملة بمفردكِ وأيضا كفرصة لاختيار شريكك المستقبلي بحكمة. الحب ليس شيئًا تستقبلينه فقط؛ إنه شيء يجب رعايته أيضاً—وأكثر أنواعه دوامًا هو الحب الذي تمنحينه لنفسكِ.