شر الحليم

يقولون "اتقي شر الحليم إذا غضب".. هذا هو الحال. فأنت لا تعرف إن للحليم وجها أخر في الأساس ، وتتفاجئ بوجه لم تتوقعه، لم تعرف إنه موجود من الأساس.. يهاجمك دون أي مقدمات، يباغتك، فتندهش و تتألم من المفاجأة غير السارة التي حولته من شخص حليم، لشخص غاضب مؤذي. نحن نجرح بعضنا البعض، دون قصد أحيانا، ولكننا لا نعرف كيف تتحول الأذية لتصبح سلسلة لا تتوقف من تحول أشخاص في أصلهم طيبين، ولكنهم يجرحوننا، ويقتلون لحظات العشرة والعشم، لتتحول إلي جرح لا يمكنك أن تتعداه ببساطة. أنت ضحية لأحدهم وقد أذاك، فتتحول أنت بالتبعية لشخص مؤذي في لحظة. قد تكون للدفاع عن النفس،وقد تكون لحظة قد أصابك سهما من الأذي فقررت أن تطلقه تجاه شخص أخر حتي ولو دون قصد. قد تكون طيبا و حليما و صبورا، لكنك وبلا شك مرت عليك لحظة، فقدت فيها التمييز بين كل ما هو خير بداخلك، ولو للحظة للدفاع عن نفسك، وتتحول بالتبعية إلي شخص شرير، ولو للحظة. شخص غاضب جامح، لن يستطيع أن يوقفه أحد أبدا. هو حقك بالطبع، حقك كبني آدم أن تتأثر، أن تخرج كل طاقتك السلبية حتي ولو بغير إرادتك لتعبر فيها عن مشاعرك.. تلك المشاعر التي قد تخسرك الكثيرين، و قد تسحق كل ما هو عزيز… فتتحول أنت للمؤذي الجديد في حياة الشخص الخاطئ.