Your Cart

أيامنا الحلوة

On Sale
$1.00
$1.00
Added to cart

أصبح الصباح وإذا النور نذير طالع... وإذا الفجر مطل كالحريق... وإذا الدنيا كما نعرفها.... وإذا الأحباب كل فى طريق. وقفنا لنودعهم جميعا، الابتسامات والقبلات تتبادلها النساء والفتيات والكلمات المودعة المجاملة يتبادلها الرجال، وقفت هى باكية لا تتوقف عيناها عن البكاء ... احتضنت أختى و خلعت توكة على شكل وردة من شعرها وأهدتها لها ... مدت يدها النحيلة المرتشعة تسلم على وتحاول رسم ابتسامة من وراء طبقات الدموع فى عينيها، أحسست بجزء منى يغادرنى مع يدها الرقيقة وهى تسحبها . لا أدرى كيف تماسكت! وكيف منعت تدفق الدموع من عيناى ! كيف ابتسمت وقلبى يبكى! كيف تركت كفها تنتزع من كفى! وكيف تركتها هى تغادر ولم أمنعها! إحساس غريب ملأنى والسيارة التى تحملها تبتعد، أحسست وكأن هذه السيارة هى الأرض التى أعيش فيها وأننى تركت الأرض كلها وأصبحت أبتعد فى الفضاء والأرض تغيب عن عينى رويدا رويدا حتى أصبحت وحيدا تماما وحولى فراغ تام. سرت إلى شاطئ البحر ولأول مرة أحس بفراغ المدينة الجميلة من سكانها، كنا فى آخر الصيف وقد خلت العشش كلها من ساكنيها، لم أحس بخلوها هكذا بالأمس أما اليوم فلا أرى مخلوقا فيها، مشيت طويلا على شاطئ البحر شبه الخالى ، مابكيت حتى هذه اللحظة، تماسكت كثيرا ..فالبكاء فى هذا السن نقيصة وعيبا فى حق الرجولة ... إستوقفنى لحن من مظلة قريبة، توقفت ..و جلست على صخرة قرب اللسان و سالت دموعى طويلا عندما أنصتت للشدو الحزين من شادية: كان نفسى أكون جنبك .. حبيبة من بلدك تسهر على راحتك تفرح لك فى فرحك وتقاسمك فى جرحك والهم تشيله عنك لم أحس بمرور الساعات، ولم أعرف كم بكيت، كنت أحس أن روحى قد غادرتنى للأبد ، ولم أكن أعلم أن الأقدار قد رتبت لنا لقاءً ثانياً عجيبا بعد سنوات قليلة. 

You will get a PDF (3MB) file