الإلتزام بالإعلام قبل التعاقد دراسة مقارنة
إن أهمية الإعلام السابق علي التعاقد لا تخفى عن أذهان أولي الألباب، نظراً للدور الكبير الذي يلعبه في تنوير العاقد وتبصيره بكل ما يتصل بالعقد المزمع إبرامه من معلومات جوهرية تؤثر في تكوين رأيه بشأن العقد، خاصة بعد أن أصبح للتطور الصناعي والتقدم التكنولوجي، دخل كبير في تزايد الحاجة إلى الإعلام قبل التعاقد بوصفه التزاماً قانونياً يقع علي عاتق أحد الراغبين في التعاقد أو كليهما للتبصير بالأمور الجوهرية في العقد، لا سيما وقد امتلأت الأسواق بالعديد من السلع والمنتجات الفنية المعقدة، والتي يصعب – إن لم يستحل – علي غير المتخصص فيها والخبير بدقائقها العلم بالقدر الذي يعينه علي تكوين رضائه بها رضاء حراً ومستنيراً، الأمر الذي يستوجب ضرورة الاعتراف بالإعلام قبل التعاقد بوصفه التزاماً قانونياً يلقى علي عاتق أحد طرفي العقد المزمع إبرامه لتنوير إرادة العاقد الآخر، متى توافرت شروط وجود هذا الالتزام علي عاتقه(2). وبذلك يمكن تلاقي وقوع إرادة العاقد في أحد عيوب التراضي (مثل الغلط أو التدليس) الأمر الذي يساعد على استقرار العقود بعد إنشائها