اللهم هجرة

(مقتطفات من الكتاب) هناك لحظة تمر في حياة كل إنسان لا تعود الحياة بعدها كما كانت! نعم هو يدرك جيدا صحة هذه الحكمة و يؤمن بها بل يكاد يجزم أنه يتذكر هذه اللحظة أو هذا اللقاء في ذلك اليوم.... لم يعد في نفس براءته و لم تعد الأيام ولا الأحداث تمر به بنفس الوتيرة ولا بنفس الهدوء. فقط كان يريد أن يعيش تجربة ما تكسبه بعض الخبرات الحياتية و حب الفضول كان دافعه القوي. تصور أنه من الممكن أن يحوم حول الحمى دون أن يقع فيها! و لكن القدر أراد أن يلقنه درسا قاسيا لن ينساه. تخيل أنه يستطيع أن يتوقف عند بعض خطوات الشيطان أو هوى النفس دون أن يتمادى....و لم يقدر جيدا المكر السيء للشيطان. لايدري تحديدا ما الذي حدث يومها فالأحداث تختلط في ذاكرته بين الواقع والخيال...فأحيانا يشعر أنه يحمل سرا كونيا عميقا أو رسالة ربما تغير مجرى ا صخب الحياة يزعجه و ابتلاءات الدنيا ترهقه لكنه يتمسك بابتسامته ليتحدى سخرية القدر. يتمنى لو عادت به الحياة مرة أخرى ليتمسك أكثر ببراءته ويثبت أنه لا داعي للتخلي عن قيمه ومبادئه تحت أي ظرف حتى لو كانت تلك هي الوسيلة الوحيدة للتعايش مع الآخرين بمكرهم ودهائهم. يشعر أحيانا أنه يحمل الخير و يحب الجميع و يتمنى لهم كل الخير حتى من يخالفه العقيدة و الفكر و الرأي....يتمنى أن تسع رحمة الله الجميع و أن تسع الجنة كل المذاهب و الطرق....إلا أنه يشعر أحيانا أن السعي إلى المثالية وسط عالم غير مثالي و ظروف غير مثالية نوع من السذاجة! (لحظة تغير عندها القدر)       تعلق قلبه بها منذ أن رآها و هي تنتقل إلى الإقامة بالحارة التي يسكن بها...كان يدرس الطب و كان طالبا متفوقا بينما هي كانت لم تكمل تعليمها بسبب ظروفها الاجتماعية و لكنها كانت فاتنة بمعنى الكلمة تتمتع بأنوثة طاغية و سحر عيون جذاب و قوام ممشوق...و هي تدرك جيدا ما تمتلك من مقومات تؤهلها لأن يتنافس رجال الحي الشعبي الذي تقيم فيه على أن ينال أحدهم فرصة اللقاء أو حتى الحديث معها.     هو لا يدري ما مصير هذا التعلق و هو يبدو حب غير متكافيء من ناحية مستوى التعليم و المستوى الاجتماعي و الثقافة و العائلة و أشياء أخرى...لكنه لا يستطيع التحكم بمشاعره و لا أن يمنع نفسه من اختلاس النظرات إليها و هي تغسل الملابس أو تنشرها أمام بيتها في الطابق الأرضي بالمنزل المقابل لمنزله. (مرسول الحب)        الجيل بتاعكم بقى عنده امتحانات كتير أوبن بوك Open Book لكن الجيل بتاعنا أيام الدراسة ماكانش عنده ولا خاض التجربة دي  أول وأعظم نموذج لاختبار الأوبن بوك في الدنيا هي نموذج اختبار البشر اللي ربنا حطه للناس من زمن بعيد      ربنا حاططنا كلنا في اختبار الدنيا و مديلنا كل الإرشادات الخاصة بالامتحان في كتابه الكريم والرسالات السماوية اللي أنزلها على عباده وكلف بها رسله اللي اصطفاهم من خلقه لتوصيل الرسالة للناس (سواء كان القرٱن الكريم أو الإنجيل او التوراة) كل حسب عقيدته. ومسموح بالرجوع للكتاب في كل وقت و مع كل موقف وعند الحيرة في الاختيار و إن الامتحان مش هييجي من خارج الكتاب ولا المنهج و إن فيه حدود ربنا حطها و نهى عباده عن تجاوزها و قال في كتابه (و من يتعدى حدود الله فأولئك هم الظالمون) (امتحانات الأوبن بوك)  بلدك هي عرضك وهي شرفك وهي اللي ما ينفعش تغيرها ولا تخونها لأنها زي أمك ولأنك انت حتة منها.... و لو هتكبر هتكبر بيك انت وغيرك من ولاد بلدك المصريين. (اللهم هجرة!!)   عادة ما قبل حدوث الثورات بيكون فيه حالة من الاستياء وعدم الرضا عن الحاكم أو النظام و تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وعلى اعتبار أن المجهول لن يكون أسوء بأي حال من الأحوال من الوضع السيء (ما قبل حدوث الثورات) فبيختار الشعب الاعتراض والمظاهرات واللي ممكن تنتهي للمطالبة بإسقاط النظام رغبة في تحسن الأحوال (الاختيار بين السيء والمجهول) / (دروس في الحياة من أحداث الثورات)