
فراشة نحو شموع أوروبا
في رحلة لا تُصدق، يحكي فراس المنير، زعيم الطائفة الجبرائيلية ومخترع رياضة إن تي دي، عن رحلته الشاقة للهروب من الحرب السورية، وسط سلسلة تحديات كادت تنهي حياته. من إصابة مؤقتة بشلل في الركبتين، خلال مسافات مشي مهلكة، وشهادته على الناجين من الموت بجراحاتهم التي لا تُنسى، إلى سرقة أغراضه وسجنه، إلى البرد القارس الذي يزداد شدةً وفتكاً مع كل خطوة نحو الشمال. ومع ذلك، تتبدل الأقدار، وتنقلب الخسائر انتصارات واحدة تلو الأخرى إلى أن يجد نفسه في موقف عجيب: يهرب هو المهرب بدلًا من أن يهربه! مثل الفراشة التي تنجذب إلى وهج الشموع رغم خطر الاحتراق، كان حلم الوصول إلى أوروبا بالنسبة للكثيرين نورًا يجذبهم لخوض المخاطر. بعضهم استمتع بنور الشمعة ودفئها، بل وأشعلها أكثر بتحريك جناحيه. وآخرون لم يعرفوا كيف يتعاملون معها، فأصبحوا عبئًا عليها وكانت هي الحريق الذي أنهى حياتهم. هذا ما يشير إليه العنوان "فراشة نحو شموع أوروبا." يمتد الطريق من دمشق إلى لبنان، ثم تركيا، فمقدونيا، وصربيا، وصولًا إلى النمسا. كل محطة تكشف جانبًا جديدًا من التحديات، وحكمة الله في النجاة، حينما يصدق الإنسان مع ربه ويأخذ بالأسباب التي جعلها الله ناظمة للنجاح في هذه الحياة.