اختزال

لقد تعرض العراق إلى أبشع مؤامرة من قبل المنظمات السريَّة التي تحكم العالم وتُسيّره من خلال أذرعها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قبل عام 2003 وبعده؛ أما قبله، فكانت المؤامرة العالمية الكبرى لتدمير العراق فلقد اتبعت المؤسسات والمنظمات السريَّة أساليب عدّة مع العراق، ربما بشكل أكبر من غيره لعدة أسباب منها وبشكل رئيسي وجود الثروة النفطية إلى جانب الثروات الأخرى فيه من معادن وزراعة وعقول علمية، فدفعته لخوض الحروب دفعاً، وجعلته يواجه مرغماً ثلاث حروب مُدمرّة على مدى عشرين عاماً؛ فضلاً عن الحصار الذي سبق أحدى هذه الحروب.
إنّ مشاريع الاختزال من قبل أعداء العراق كثيرة ومتعددة لجميع مرافق الحياة في العراق؛ في الزراعة، الصناعة، التنمية والتطوير في ثرواته؛ فقد لاحظنا كيف أهملت الزراعة وكيف أهملت الصناعة وكيف سيطرت الشركات النفطية الاحتكارية على الثروات النفطية بأساليب جديدة وتسميات متعددة ومنها ما يسمعه الجمهور لأول مرة؛ فالاستِحواذ على النفط العراقي عن طريق ما يسمى بالتراخيص والاستِحواذ على الثروات الأخرى عن طريق ما يسمى الاستثمار والمشاركة في الإنتاج وغيرها.
لكن يبقى اختزال العراق كأرض وشعب واحد إلى حدود جديدة وتشكيل دويلات منه وشعوب عدة، هو الأخطر في تاريخه، والخطر الأكبر في هذا وجود مَن ينادي بالانفصال عن الوطن بدوافع قومية لا تخلو من العنصرية والشيفونية تجاه بقية أبناء الشعب، وهناك مَن يدعو إلى تشكيل الأقاليم على أساس أثني وطائقي، وهناك من يدعو إلى مناصرة دولاً مجاورة ويعلن مجاهرة بأمنياته للأندماج معها، وجميع أولئك الانفصاليون يتناسون أهمية العراق منذ الاف السنين كدولة واحدة وشعب واحد.