Your Cart
Loading

الخيميائية من وأدها

On Sale
$3.33
$3.33
Added to cart
كانت البداية لكتابة هذا الكتاب عندما قررنا -أنا وزوجي- أن ننشئ مركز بحوث واستشارات علميه، واحترنا في اسم جيد للمكتب يعكس طبيعة الخدمات العلمية التي يقدمها. وكنا في هذا الوقت في العام الثاني بعد ثورة يناير، في وقت تحطمت فيه أحلام المصريين وانخفضت فيه معنوياتهم وتقلصت الآمال، خاصة آمال وأحلام نساء وفتيات مصر. واقترحت وقتها أن نطلق عليه اسم عالمة كيمياء عربية تاريخية قديمة، لكي تكون مصدر إلهام للنساء وتعبر عن مناصرتنا للمرأة ونشاط مكتبنا التنويري وانتمائنا للحضارة العربية، ولأن الكيمياء هي تخصصي الدراسي والعلمي. وإذا بالمفاجأة، انه لم يحضر في ذهننا أي اسم لكيميائية عربية أو مصرية تاريخية! ثم حاولنا ان نسترجع اسم أي سيدة عربية في التاريخ القديم عالمة في أي من مجالات العلوم الطبيعية وللمرة الثانية لم يحضرنا أي اسم. وبعد البحث السريع –وقتها- وجدنا اسم واحد فقط في التاريخ المصري القديم وهي "هيباتيا" وكانت تعيش في الإسكندرية في العصر الروماني، ولكننا قررنا عدم استخدام هذا الاسم لسببين، الأول لأن "هيباتيا" كانت عالمة رياضيات وفلك، وبالتالي لا تعبر بشكل قوي عن النشاط العلمي للمركز والذي كان يتخصص في بحوث الكيمياء والبيئة والجغرافيا والتخطيط العمراني، والثاني لاستشعارنا الخوف بسبب المناخ السياسي والاجتماعي وحالة الاستقطاب الديني والطائفي الذي كان منتشرا في مصر في هذا الوقت، ولأن "هيباتيا" بالرغم من أنها عاشت في العصر الروماني لم تكن مسيحية، بل كانت لا دينية وتم قتلها وسحلها على يد أتباع الكنيسة المصرية في ذلك الوقت لاتهامها بالهرطقة والدعوة إلى الإلحاد، وعلى خلفية تاريخ "هيباتيا" المؤلم، وحاضرنا الأكثر إيلاما وجدنا ان هذا الاسم سوف يكون مصدر للمشاكل بدلا من الإلهام فقررنا البعد عنه لتلك الأسباب. وبالرغم من أننا سمينا مكتبنا الاستشاري اسما تقليديا بعدها، لكن ظل السؤال يلح علي، هل فعلا لا يوجد في تاريخ الشرق الأوسط الطويل ولا عالمة كيمياء واحدة؟
You will get a PDF (5MB) file