الحقيبة التدريبية والمادة العلمية لدورة التطوير المهني الإلزامي للتنوع والمساواة ع

رخصة المعلم

نحو التميز المهني: ضرورة اعتماد "رخصة المعلم" في عالمنا العربي

ما هي "رخصة المعلم"؟ (الأهمية العالمية)

"رخصة المعلم" هي مجموعة من لأحدث الممارسات والمعايير المهنية المعتمدة عالمياً، والتي تصدرها منظمات دولية وهيئات تعليمية واستشارية متخصصة حول العالم. الهدف منها هو تأهيل الأفراد ومنحهم الإذن بممارسة مهنة التدريس. هذه الرخصة تضمن أن المعلم يمتلك المهارات والمعرفة الضرورية لتقديم تعليم عالي الجودة. تُعتبر "رخصة المعلم" حالياً، من أفضل الممارسات المتبعة عالمياً، إذ تسعى الحكومات حول العالم لتبنيها ومواكبتها وتطبيقها دون تراخٍ.

دعوتنا للمنطقة العربية (الشرط الأساسي)

من خلال هذا المشروع، نوجه دعوة واضحة وحازمة لحكومات دولنا العربية، بالمسارعة إلى تبني وتطبيق هذا المشروع الحيوي،  مواكبة لتوجهات العالم ومحركات استشراف المستقبل. إذ يجب أن تصبح اعتمادات "رخصة المعلم" شرطاً أساسياً لمزاولة مهنة التعليم في دولنا العربية.

كما يجب أن يُفرض هذا الشرط بالإضافة للمعلمين والمعلمات، جميع العاملين وكوادر المتعاملين بشكل مباشر مع المتعلمين (التلاميذ والطلاب) في مؤسساتنا التعليمية، وذلك لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة في التعليم.

تحول في معايير التوظيف (الكفاءة والجدارة)

لم يعد التوظيف في القطاع التعليمي يعتمد على المؤهل الأكاديمي وحده. في الدول المتقدمة، أصبح الأمر مرتبطًا بـإثبات الكفاءة والجدارة عبر نظام ترخيص مهني إلزامي.

لماذا هذا التوجه؟ لأنه يهدف إلى إرساء معايير موحدة للأداء، وضمان امتلاك المعلمين للحد الأدنى من الكفايات التربوية، والأخلاقية، والتخصصية معاً، وربط مسارهم المهني بـالتطوير المستمر.

كلمة إلى زملائي المعلمين والمعلمات

أساتذتي الفضلاء، زميلاتي العزيزات، وزملائي الكرام،

بصفتي متابعًا لتطور السياسات التعليمية، يسعدني أن أقدم لكم هذا المشروع، وكلّي أمل في أن يشهد عالمنا العربي، بدءاً من اليوم، حراكًا متنامياً نحو إعادة هندسة قطاع التعليم.

إن هذا "التطوير المهني الإلزامي" ليس مجرد إجراء روتيني؛ بل هو، في جوهره، دعوة لـرفع مستوى ممارستنا المهنية، والانتقال من مجرد "تعليم العقول" إلى "إرساء أسس الدمج والاحتواء". هذا التحول يجب أن يأتي إدراكاً للدور المحوري الذي يحتله المعلم في حياة المجتمعات، ومصير مستقبل أبنائها.  حيث تعد "رخصة المعلم" الأداة التنظيمية الأبرز والأول لضمان الحصول على تعليم شامل ومنصف وعالي الجودة، وداعم لتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، وفق الرؤية 2030 للأمم المتحدة، والصادرة عام 2015 عن متطلبات تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

التزام أخلاقي وميثاق شرف (محتوى الحقيبة)

إن المعلومات الواردة في هذه الحقيبة التدريبية – من الإحصاءات إلى تحليل الآثار، ومن تقييم الاحتياجات إلى بروتوكولات التكييف الدامج – تمثل الحد الأدنى من المعرفة العلمية التي يجب أن يمتلكها كل مَن يعمل في هذا القطاع. فإذا ما خاطبناكم باعتباركم مؤتمنون على مستقبل الجيل القادم، فأنتم أهل لهذا الدور. لذلك، أدعوكم إلى التعامل مع هذه الحقيبة ليس كواجب وظيفي، بل كالتزام أخلاقي وميثاق شرف مهني.

بتطبيقكم هذه الممارسات العلمية، فأنتم لا تؤهلون بيئة تعليمية دامجة وحسب، بل تساهمون في بناء مجتمع أكثر عدلاً وشمولية، وتوفون بأسمى تعهد قطعتموه على أنفسكم تجاه: "الهدف الرابع من أهداف الرؤية 2030".

أهمية السلسلة الكاملة (استثمار وعمل شامل)

تُعد هذه الحقيبة الرابعة (6/4) عن التربية الأخلاقية، بالإضافة إلى الأجزاء الخمسة الأخرى، هي الأجزاء التي يكتمل بها البنيان المعرفي والمهني. وهي تغوص عميقاً في الكفاءات التربوية، والأخلاقية، والتخصصية، والقيادية اللازمة لمعلم القرن الحادي والعشرين، وتتمحور ممكنات التطوير المهني الإلزامي لرخصة المعلم، حول:

1.  حماية الطفل وضمان سلامته Child Protection and Safeguarding

2.  التعامل مع أصحاب الهمم (ذوي الإعاقة) Dealing with People of Determination

3.  التنوع والمساواة والشمولية Diversity, Equity, and Inclusion

4.  التربية الأخلاقية Moral Education

5.  الاستدامة في المؤسسات التعليمية Sustainability

6.  الصحة Wellbeing

لذا، أدعوكم إلى المسارعة إلى اقتناء أجزاء السلسلة الكاملة. للأسباب التالية: -

1)                     استثمار حقيقي في مساركم المهني، يسلحكم بالأدوات والمعايير التي باتت "شرطاً أساسياً لمزاولة المهنة" عالمياً.

2)                     مرجع شامل وموحد يغنيكم عن تشتت المصادر، ويقدم لكم "بوصلة علمية وعملية" مصممة خصيصاً لبيئتنا العربية.

3)                     دليل عملي للمؤسسات التعليمية الساعية إلى "إعادة هندسة قطاع التعليم" وبناء أنظمة توظيف آمن وتطوير مهني فعّال.

فانطلقوا في هذه الرحلة المعرفية، وكونوا حصناً منيعاً لطلابكم؛ فأنتم الأمل والقدوة والملاذ الآمن لهم.

إعداد د. خالد موسى إدريس

مركز الارتقاء الذكي للتنمية المهنية الإلزامية

Smart Ascension Center for Mandatory Professional