الرحلة المُسمّاة: تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار
وأيضاً: اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك
من أهم الرحلات الاسلامية في العالم العربي وتتجلى أهميتها في وصفه الدقيق لمشاهداته وتدويناته للآثار والملاحظات الجغرافية والاجتماعية والتاريخية.
هي أشهر رحلات أهل الأندلس. طبعت كاملة لأول مرة في لندن سنة 1852م بعناية الإنجليزي رايت. ثم في ليدن 1907م وترجمت قديماً إلى لغات كثيرة. خرج ابن جبير من بلده غرناطة يوم الخميس 8 / شوال / 578هـ بصحبة صديقه: أحمد بن حسان، قاصداً أداء فريضة الحج، عن طريق البحر، من سبتة إلى صقلية فالإسكندرية، حيث أقام بها مدة، ومال إلى القاهرة ومصر، فتجول بهما، ثم قصد مدينة قوص، ومنها إلى ميناء عيذاب، حيث استقل سفينة أوصلته إلى جدة، ووصف ما لاقاه من أهوال البحر الأحمر الذي كاد يعصف بسفينته، ودخل جدة في أيام أميرها: مكثر بن عيسى، فأقام بها أسبوعاً كاملاً، من ربيع الآخر 579هـ ونحى باللائمة علىطريقة ابن عيسى في استيفاء المكوس رغم تحذيرات صلاح الدين وتعويضاته. ومن جدة ركب قافلة حملته إلى مكة، فوصلها يوم 13/ ربيع الآخر/ 579. ووصف كل معالمها وشعائرها وجبالها وأطعمة أهلها، وصب جام غضبه على من جعل حرم المسجد سوقاً للبيع. وأدهشه ما رآه من عادات قبائل االسرو اليمنية. وحظي بالدخول إلى الكعبة، ولم يكن ذلك ممنوعاً على الناس، ووصف مراسم الدخول إليها، وتفاصيل مشاهداته فيها. وأقام بمكة ثمانية أشهر، مكنته من كتابة أطول فصول رحلته. ثم قصد المدينة المنورة، ودخلها يوم 30 / محرم 580هـ وأقام فيا أقل من أسبوع، ما جعله يوجز في وصف معالم المدينة وحرمها، مستعيناً بما كتبه القدماء. واختار العودة إلى الأندلس من جهة الشام ماراً بنجد، فالكوفة فالحلة فبغداد حيث لبث فيها مدة وجد فيها الفرصة للكتابة عنها، وكان قاسياً في وصف أهلها، ثم قصد بلاد الشام ماراً بتكريت فالموصل، فنصيبين فدنيصر فرأس العين فحران فمنبج فبزاغة فالباب فحلب واصفلاً ما جاورها من بلاد الإسماعيلية، ومن حلب إلى قنسرين، فخان التركمان فالمعرة، فحماة فحمص فدمشق، ووصلها يوم 24 / ربيع الأول/ أثناء محاصرة صلاح الدين لحصن الكرك، وأقام في دمشق حتى 5/ جمادى الآخرة/ 580 وكتب نبذة مطولة عن جامعها وقلعتها وعاداتها وأخبار صلاح الدين فيها. وترك دمشق إلى عكا وهي في يد الصليبيين، لركوب البحر مع تجار النصارى، إلى صقلية. ووصف إمارات الصليبيين في الساحل الشامي، وأسرى المسلمين في أيديهم، وما لقيه من الأهوال في البحر حتى وصوله جزيرة صقلية أيام صاحبها غليام. ووصل إلى منزله في غرناطة يوم الخميس 22 / محرم / 581هـ.
باستخدامك منصة ذات أفنان الثقافية، هذا يعني موافقتك على استخدامنا للكوكيز، نحن نستخدمها لنقدم لك أفضل النتائج في الموقع
شكراً لك.
تم إرسال رسالتك بنجاح
شكراً لك!
تم إرسال النموذج الخاص بك. يرجى التحقق من بريدك الإلكتروني للحصول على نسخة من ردودك. إذا تم قبولك، فستتلقى رسالة بريد إلكتروني تحتوي على رابط للدفع عند تسجيل الخروج.
تعذرت إضافة العنصر إلى سلة التسوق
كتابة مراجعة
بعد الشراء، يُرسل إيصال عبر البريد الإلكتروني يشمل رابط صفحة التنزيل المخصص لك. يُرجى زيارة صفحة التنزيل لتقييم هذا المنتج.