Your Cart
Loading

الروحانيات بــين الخـــرافة و المعـــرفة

On Sale
$3.00
$3.00
Added to cart

هذا الكتابُ رحلةٌ إلى حَافةِ المَعرفة، حيثُ تَتَلاشى الحُدودُ بينَ العِلمِ والأسطورة. سنَسيرُ معًا على خُطى الكَهَنَةِ القُدماءِ وهم يَقرأونَ الغيبَ في أحشاءِ الطيور، ونُحلِّقُ معَ عُلماءِ الفيزياءِ الكموميةِ وهم يَبحثونَ عن أَكوانٍ مُتوازيةٍ في مُعجِّلاتِ الجُسيمات.

 

في هذه الرحلة، سنَكتشفُ أنَّ الفَرقَ بينَ "الخُرافة" و"الحِكمة" ليسَ سوى مَسألةِ زَمن: فما كانَ أمسَ سِحرًا، قد يَصيرُ غدًا عِلمًا، وما نَعتقدُ اليومَ أنّه حقيقةٌ مطلقة، قد يَتبدَّدُ كالدخانِ بَعدَ قِرنٍ منَ الزمان.


لن نَكتفي بِسَردِ التّاريخ، بل سنَخوضُ تَجرِبةً شَخصيةً مَعَ السُّؤال الأزلي: كيفَ نُفكِّرُ كعُلماءِ الذَّرةِ، ونَشعُرُ كالرُّهبانِ والمتصوفين؟ كيفَ نَقرأ القرآنَ  و التوراةَ بِعينٍ تَبحثُ عن نَصٍّ خفيٍّ يَربطُها جميعًا؟

 

في بدايةِ الزَّمَنِ، حينَ كانَ الإنسانُ يُطلِقُ اسْمَ "رُوح" على الرِّيحِ التي تَحْمِلُ أنفاسَ الأمواتِ، و"إله" على الشَّمسِ التي لا تَعرفُ لِمَ تُشرق، وُلِدَتْ أسئلةٌ لا تَزالُ تُراوِغُنا حتى اليوم: ما حقيقةُ الوجود؟ وأينَ يَختبئُ السِّرُّ الذي يَربطُ المَرئي بالخفي؟


هذا الكتابُ ليسَ مِحكمةً لِنُصدرَ حُكمًا على الغيبِ، بل مِرآةٌ نرى فيها انعِكاسَ عُقولِنا: عَقلٌ يَصرخُ "أنا أُريدُ دليلًا!"، ورُوحٌ تَهمسُ "أنا أُريدُ أن أُصدِّق!".


قبلَ أن تَبدأ، أودُّ أن أُذكِّرَكَ بِشيءٍ: الحقيقةُ العُظمى لا تَملكُها لا المَعاملُ ولا المَعابد، بل تَملِكُها الأسئلةُ التي تَجرُؤُ على زَعزَعةِ اليَقين. فهل أنتَ جاهزٌ لِتخسرَ بَعضَ أَجوبَتِكَ، لِتكسبَ أسئلةً أعمق؟


في قِصَّةِ الخَلْقِ، حينَ فَتحَ الإنسانُ عينيهِ لأولِ مرَّةٍ على هذا الكونِ، رأى العالَمَ مُزدوجًا: وَجهًا ظاهرًا تلمسُهُ الأيدي، ووجْهًا خفيًّا تُناجيهِ الأحلام.

لم يكُنْ يعرفُ حينها أنَّ السَّماءَ ليست سقفًا من حجارة، ولا الأرضُ فراشًا ثابتًا، لكنَّه أدركَ غريزيًّا أنَّ هناكَ "شيئًا آخَر". شيءٌ يهربُ من حواسِّه الخمس، لكنَّهُ يَظهرُ في رَعدةِ القلبِ عندَ الغروب، أو في صمتِ الليلِ حينَ تُحدِّثُه النجومُ بلغةٍ لا يفهمها، لكنَّه يَعرفُها.


هذا الكتابُ رحلةٌ إلى أعماقِ ذلكَ "الشيء الآخَر". رحلةٌ تَعبُرُ الزمانَ والمكانَ، من أقدمِ الكهوفِ حيثُ كانَ الشامانُ يُرقصونَ حولَ النارِ ليَسمعوا أصواتَ الأجدادِ، إلى أقوى تليسكوباتِ العصرِ الحديثِ التي تَبحثُ عن "المادة المظلمة" في فَضاءٍ لا نهايةَ له.

 

سنسألُ معًا: هل كانَ أسلافُنا، الذين عبدوا النارَ وقرأوا الغيبَ في أحشاءِ الطيورِ، مجردَ ضحايا خيالٍ بدائيّ؟ أم أنَّهم أدركوا حقيقةً ما زلنا نَعبثُ بأطرافِها اليوم؟


في هذه الصفحات، سنُحاكمُ "الغيبَ" بِقسوةِ العقلِ ورقَّةِ الروحِ. سننظرُ إلى التصوفِ الإسلاميِّ ليسَ كَهُلامٍ من الأحلام، بل كَنظامٍ منطقيٍّ صارمٍ

 (كما في كتاباتِ ابنِ عربي عن "وَحدة الوجود"). 


You will get a PDF (1MB) file