Your Cart

العشق والضياع

On Sale
$1.00
$1.00
Added to cart

فعادت كوثر تجلس بين المدعوات من جيرانها فكان رأسها منشغلًا بالتفكير فيما قاله لها زوج ابنتها بينما كان يغادر الحفل مع عروسته و كانت كلماته لا تزال ترن في أذنيها تداعب أنوثتها فدخلت حمَّام القاعة التي يقام بها العرس و أخذت تنظر إلى عينيها الزرقاوتين في مرآة كبيرة و كانت قد نسيت لونهما في خضم حياتها وانشغالها بمشكلاتها مع زوجها المرحوم فأدركت للمرة الأولى أن لديها عينان جميلتان لونهما أزرق يزيدهما غموضًا و سِحرًا فأخذت تتحسس خديها بأناملها فاكتشفت أنها لم تنظر في مرآة طوال حياتها , فكيف تنظر في مرآة و كانت تعيش مع رجل حرَّم عليها الخروج و التزين كبقية النساء حتى من يكبرونها سنًا , أما هي فكان وجهها نضرًا جماله طبيعي بدون مساحيق وبلا ألوان و هنا تذكرت أنها لم تتجاوز الأربعون عامًا بعد . نظرت إلى جسدها و كانت ترتدي فستان اشترته خصيصًا لعرس ابنتها لونه أسود يعكس ما يقع عليه من أضواء فيبهر أبصار المتطلعين إليها فضلًا عن بشرتها البيضاء كالحليب الملساء كبشرة طفل رضيع فقامت على الفور بخلع طرحتها السوداء و إذ بها تجد شعرها الأصفر كخيوط حرير ذهبية ينساب على كتفيها تسقط عليه الأضواء فتجعله كأمواج تتلاحق , فقررت وضع طرحتها في حقيبة يدها ثم خرجت للجلوس مع جيرانها . 

You will get a PDF (898KB) file