كتاب نحو مجتمع عربي متحضر- د. منى زيتون

لإيمان المؤلفة الشديد بأن العلم تكاملي البناء، وليس فقط تراكمي البناء، فقد حاولت جاهدة أن تدمج معارفها المختلفة في نطاقات علم النفس وعلم الاجتماع والعقائد والتاريخ والنقد الأدبي وغيرها من فروع الإنسانيات، مع ‏إضافات من علم الفلك، ومناقشة جميع القضايا الاجتماعية المطروحة في الكتاب من وجهة نظر اجتماعية.

 

يضم الكتاب مجموعة من المقالات كُتبت ونُشرت متفرقة عبر سنوات، تتبعت فيها المؤلفة مجموعة متنوعة من أهم القضايا التي تهم المجتمع العربي، والتي للوهلة الأولى قد يستشعر القارئ غرابة في وجود هذه الموضوعات والقضايا المتباينة في كتاب واحد، ولكنها جميعها رغم تباينها تمت مناقشتها من منظور اجتماعي.

 

إن النظرة التكاملية لقضايانا الاجتماعية ضرورة ملحة، إن أردنا أن نصل بمجتمعاتنا إلى التحضر الذي نبتغيه، مع الحفاظ على هويتنا، ولكنه يتطلب توسيع أفق الباحثين في الميادين الاجتماعية وزيادة إطلاعهم على اختصاصات عديدة؛ للقضاء على حالة التفكك والمنظور الأحادي في بحوثنا الاجتماعية.

 

ضم هذا الكتاب موضوعات في عدة اختصاصات اجتماعية هامة كالتعليم، وعلم النفس الاجتماعي، والإدارة والتنظيم الاجتماعي، والممارسات الاجتماعية، والتغير الاجتماعي، والتقسيم الطبقي، والعلاقات ‏العرقية، والتطرف الفكري، وحرصت المؤلفة على التنويع في طرق العرض، حتى أن بعض الأفكار المضمنة طرحتها من خلال النقد الأدبي لروايتين أدبيتين وبعض من الكتابات في علم الفلك وبعض من الميثولوجيا اليونانية!

 

واعتمدت الكاتبة على منهج البحث الوصفي لدراسة الظواهر والقضايا الاجتماعية التي شملها الكتاب، فنحن ‏بحاجة لفهم المجتمع العربي، وفهم قضاياه، لأجل تحسين أوضاعنا الاجتماعية وسلوكنا الاجتماعي، وترى الكاتبة أن ‏وسيلتنا الأساسية إليه كيفية وليست كمية.‏