العنوان: كل شيء لم أخبرك به
الكاتبة: سيليست إنج
المترجمة: إكرام صغيري
دار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيع
التقييم: خمس نجوم
نبذة:
طوال الوقت الذي عاشاه معًا، كان الأبيض لا يعدو أن يكون مجرد لون للورق، والثلج، والسكر. وكانت نسبة شيء ما إلى الصين -إذا حدث وأن ذكرت– تحيل إلى ضربٍ من لعبة الضاما، أو نوعٍ من الفوانيس، أو من الطعام الجاهز الذي لم يكن جيمس يستسيغه. ولم تكن تُطرح للنقاش تمامًا، كارتفاع السماء في الأعلى، ودوران الأرض حول الشمس. لقد كان بسذاجةٍ يعتقد -على عكس أمّ مارلين، وعلى عكس الجميع- أنّ هذه الأشياء لا تُحدث أي فرق بالنسبة لهما. والآن، حين قالت مارلين "لو كانت فتاة بيضاء" قد أثبتت ما كان جيمس يخشاه طوال الوقت. وأنها طوال هذه السنوات، كانت تصنف داخلها كل شيء. أبيض وليس أبيض. وكان هذا التفصيل يصنع الفارق في العالم.
الرواية:
تدور أحداث هذه الرواية سنة 1977، وتبتدئ باختفاء الابنة الكبرى ذات السادسة عشر عاما؛ ليديا، المولودة من أب صيني وأم أمريكية، وتبدأ رحلة البحث عنها، ورحلة الشك بكل من كان له صلة بها، وفي تلك الرحلة تتكشف الكثير من الحقائق التي غابت عن الوالدين، وتتكشف لنا طبيعة العلاقة بين الوالدين والأبناء، فالأمر لا يقتصر فقط على ليديا، فهناك إيثان وهانا، فما هو دورهم في الحكاية يا ترى؟!
رواية مؤلمة تسلط الضوء على العنصرية، والتمييز في المعاملة والاهتمام، والتدخل في مسار حياة الأبناء على حساب رغباتهم، وغيرها..
أنصح بها لمن هو مهتم في هذا المجال.
مما أقتبس:
"أنت تعرفين ما أقصده. لو كانت فتاة بيضاء... -كان للكلمات طعم الرماد المر على لسانه- لو كانت فتاة بيضاء، لو كنت رجلَا أبيض... لاندمجت مع من حولها.
وأدرك الآن أن الانتقال إلى أي مكان آخر لم يكن كافيًا أبدًا. كان يمكن لهذا أن يحدث في أي مكانٍ آخر. الأطفال من أصول عرقية مختلطة يكافحون غالبًا من أجل إيجاد مكانٍ لهم. لقد ارتُكب الخطأ في وقت أسبق، وكان أعمق وأكثر جوهرية: لقد حدث صباح اليوم الذي تزوجا فيه.
لقد كانت والدتك على حق، بعد كل شيء. كان يجب أن تتزوجي شخصًا أكثر شبهًا بك".
"في موجة غضبها، لم تفكر مارلين فيما قالته. لكن بالنسبة لجيمس، فإن الكلمة قد انطلقت من فم زوجته لتستقر عميقًا في صدره. ومن هذه الكلمة -تملق- تفجرت ذكرى الحمّالين ذوي الظهور المنحنية والقبعات المخروطة، الرجال الصينين بضفائرهم المتدلية وأكفهم المتشققة. بعيون ضيقة وخانعة. راكعين مستصغرين. وقد ظن لوقت طويل أنّ الجميع يراه بهذه الطريقة، لكنه لم يعتقد أن الجميع تشمل مارلين".
"ومنذ ذلك الصيف، شعر أن شيئًا لا يزال يربط كاحليهما ويفقد توازنه، ويقيّد وزنها بوزنه. ولعشر سنوات، لم يُفك ذلك شيء، والآن ها هو قد بدأ يُبلى من فرط الاحتكاك. وطوال تلك السنوات، ولأنه كان الشخص الوحيد الذي كان يفهم والديهما، فقد تشرّب حزنها، مانحًا إيّاها تعاطفًا صامتًا، أو تربيتًا على الكتف، أو ابتسامة ساخرة. كان يقول: أمي تفاخر بك دائمًا الدكتورة وولف. حين تحصلّت أنا على درجة ممتازة في الكيمياء، لم تلاحظ ذلك حتى".
التعليقات ()