متى يصاب المرء بأزمة نفسية؟ ولماذا؟
الأسباب كثيرة، لكنني أرى أمراً خطيراً سائداً بكثرةٍ مؤخراً، خاصة لدى الشباب، هو الخمول الذهني.
حين لا تشغل ذهنك بشيء إذن أنت عُرضةٌ للإصابة بأزمةٍ نفسية، وقد ذكرتُ الشبابَ خاصةً لأنهم أكثر من يجلس أمام الشاشات، يقضون أوقاتهم مع الألعاب الإلكترونية، سواء على الجوالات، أو شاشات التلفاز.. نعم إن الألعاب الإلكترونية، حتى وإن كانت تعتمد على الذكاء في ظاهرها، هي في حقيقتها تلقينيةٌ موجِّهة، تقود لاعبها، وهو مغيَّب، لا إرادة له فيها، إلى خمولٍ ذهني، الألعاب هي ما تصنعه، وهذا لا يعني بتاتاً أنك في لعبك تنشِّط ذهنك، مهما بلغ تفوُّقك في اللعب، ومهما بلغت مهاراتك، بل أنت في خمول وانقياد من حيث لا تشعر.. هناك قشرة دماغية في جبهتك غير نشطة، هي المسؤولة عن التفكير التحليلي، فلا تعطِّلها.
تبلُّد، فراغٌ ذهني، عتمةٌ روحية، عزلةٌ اجتماعية، ضغطٌ نفسيٌّ لا تعلم مصدره، وتوترٌ لأتفهِ الأسباب، وقد تعيش حياةً لا هدف لها ولا معنى.. هكذا يكون المرء في أزمة نفسية.
لا بأس، العب كيفما شئت، لكن اجعل لذهنك نصيباً من النشاط وأنت تلعب، هذا يشبه مشاهدة فيلم أو مسلسل تلفزيوني، شاهد واستمتع، لكن حرِّك ذهنك وأنت تشاهد.. واقرأ كتاباً أو رواية، لكن لا تجعل القراءة فعلاً تلقينيًّا، بل شارك الكاتب، وناقشه حتى إن كان بينك وبين نفسك، أو أن تشارك ما قرأت في مواقع التواصل.
في النهاية نحن نعيش في زمنٍ إما أن تُحرِّك ذهنك فيه لتفهم وتستوعب، ولكيلا تعيش مغيَّباً، وإما أن تعيش في أزمة نفسية، لا أنت هنا ولا أنت هناك.
الخيار بين يديك.
التعليقات ()