بين براعة الكاتب، وسعة اطلاعه، والتشويق والإمتاع في الأسلوب، تنبثق هذه الرواية العظيمة. رواية من أدب الخيال العلمي، ستتفاجأ أن كاتبها عربي، وتحديدًا من سلطنة عُمان. رواية تتجاوز صفحاتُها الستمائةَ صفحة، صدرت عام 2022م، من إصدارات دار الفكر.
تدور أحداثها في أربعة كواكب؛ كوكب أمينار، وكوكب الأرض، وكوكب القمر، وكوكب بودام. هناك انتقال زمني في الأحداث.
تتحدث الرواية عن عالِمٍ بيولوجيٍّ كان يحتفظ بكائنات غريبة جمعها من زياراته للكواكب القريبة، وفي وقتٍ ما، حلَّت كارثة بكوكبه، ففكر بخطة شريرة للبقاء.
في كل كوكب حكايةٌ وأبطال، قد تظن لوهلة أن عوالمهم متشابكة ومختلفة، ولكن بعد إكمال القراءة ستتفاجأ من ترابطها معًا.
بين الإنسالات والظلال والرجال الآليين، هي رواية تجمع بين الحديث في التكنولوجيا وقديمها، فهناك من يسجل الأحداث باستخدام الجهاز اللوحي (التاب) ومنهم من اخترع آليًا ليكون صديقه، ومنهم من أدار مركزًا بحثيًا لمراقبة تلك الأشياء وفهم احتلالها لهم، ومنهم من تعلم لغة يفهمها فقط اثنان من بين الجميع، وتكون سببًا في معرفة الآخرين ما حل به.
في كوكب أمينار نتعرف على شعب الكاسييل، الشعب المُغَيَّب الذي يترك الظلال تتحكم به لمجرد أنها غير مؤذية بنظرهم، لا يتفكرون سبب وجودها بينهم، ولا إلى أي طريق ستقودهم، إنها مثل برج كاليكاربي، لا أحد منهم يتحرك ليفهم.
هم يقولون:
"ما الخطر الذي نخافه من هذه المخلوقات الواهنة؟ هي مجرد ظلال ليس إلَّا، كل ما تريده منا أن ننفذ أمورًا بسيطة تطلبها، مجرد أن أزيح حجرًا أو أن أجري اتصالًا عابرًا، سأفعله عن طيب خاطر.. هي عاجزة ونحن نعينها، ما الضرر من ذلك؟".
لكن هل هذا حقًا هو الأمر؟!
أترك لكم قراءة الرواية العبقرية، ولنرَ هل تعتقدون أنتم أيضًا أن تلك الظلال غير مؤذية على الإطلاق؟!
التعليقات ()