عربتك
Loading

هل تمانع أن نلتقط صورة؟

نفرح كثيراً حين تقع أيدينا على صور قديمة لمنطقتنا، أو لأنفسنا وأهلينا، ذلك أنه قديماً لم تكن ثقافة التصوير حاضرة، والكاميرات اختراع نادر، ثم حينما وصلت الكاميرات صار الناس يستخدمونها إما على استحياء، أو على خوف.

لهذا قليلة هي الصور التي نملكها عن المنطقة، ونكاد لا نعثر لأنفسنا على صور ونحن صغار، أو لأهلينا كبارَ السن أو الميتين منهم، اللهم إلاَّ بعض المستكشفين الغرب الذين كانوا قد زاروا المنطقة قديماً ومعهم كاميراتهم، ثم عادوا وزاروها من جديد وفي جعبتهم الكثير من المفاجآت الفوتوجرافية.

أما اليوم فقد اختلف الوضع، صار كلُّ فرد لديه كاميرته الخاصة في جيبه، بل وكلُّ طفل يستطيع أن يلتقط الصور أينما شاء وبأسهل الطرق، صوراً فورية دون الحاجة إلى انتظارِ أفلامِ النيجاتيف أن تمتلئ ليأخذها إلى محلات التصوير لتحميضها، بل كل ما يحتاجونه هو ضغطة (كليك)، وينتهي الأمر.

ثم انقلبت الدنيا كلُّها رأساً على عقب، فصار العالم يستند إلى التصوير والتوثيق الفوتجرافي.. ومع دخول تقنية السوشيال ميديا، وكيف أن الشهرةَ غدت مطلباً أساساً للتفوق، والتصويرُ هو اللغة الأولى في الوصول إلى الشهرة؛ نسى الناس كل معالم التواصل الحقيقي، وأصبحوا في كل جلساتهم وأسفارهم مهتمين بالتصوير، حتى الأدبُ الذي أساسه الكلمة والحرف تبدَّل وتغيَّر، فصار طريقُ الكاتب إلى الشهرة هو ما يحويه حسابه من صور مع فلان المشهور، وفلان المعروف، ودُور النشر نفسها تفتح أبوابها وذراعيها للكاتب المشهور، بغض النظر عن جودة أعماله، إلاَّ من رحم الله.

لهذا يلجأ الكاتب المبتدئ، أو المطمور بمعنى أصح، إلى أن تكون له صورةٌ مع المشهور فلان الفلاني، يضعها في صفحته في مواقع التواصل، فيجذب انتباه متابعيه ليصعد إلى مصافِّ المشهورين.

نتحدث هنا عن الكاتب بالخصوص، بحكم محور مقالتنا اليوم، وينطبق هذا على من سواه في مجالات أخرى.

لسنا ضد التصوير طبعاً، فهو من المسلَّمات به، ومن لا ينتهجه فلن يصل، وإذا وصل فلن يصل سريعاً، لكنَّ الذكي هو من يعرف كيف يوظِّف هذه الصور كي تصنع له الشهرة المناسبة التي تليق به وبوضعه الثقافي، فصورتك مع كاتب مشهور له متابعون ومعجبون، تجعل (فانزاته) إذا رأوها يلتفتون إليك، فإذا التفتوا إليك تابعوك، وإذا كثر متابعوك صرت مشهوراً.. مجرد أن تكون في صورة مع كاتبهم المقدَّس فأنت مقدَّس بدورك، فإذا كانت بينك وبين هذا المشهور علاقة فإن قداستك ستزيد.. إذن كن ذكيًّا، لكن اجعل المتابعين ينجذبون إلى إنجازاتك أنت، وليس فقط إلى الصورة وحدها.

ثم دعنا أولاً نتوقف أمام أولئك الذين لا يلتقطون الصور مع المشاهير حين يلتقون بهم؛ يكتفون باللقاء، بمصافحتهم، ببعض الحوارات معهم، ثم ”إلى اللقاء“، دون توثيقٍ لهذه اللحظة الفارقة التي يحلم بها الكثيرون.

هؤلاء لهم وجهة نظر، يرون أن عدم التقاط الصور مع المشاهير خيارٌ غير سيء على الإطلاق.

على الكاتب أن يُعرف لدى متابعيه أنه (صانع أدب)، وليس (الذي يظهر مع المشاهير)، تخيَّل هذا اللقب كيف يمكن أن يكون تأثيره سلبيًّا على الكاتب، فمِن القوة أن يشتهر بسبب كتبه وفكره وإنجازاته، على أن يشتهر بسبب صورته مع فلان وفلان.

ستُكسبنا الصورةُ شهرةً، لكنها شهرة تشبه الفقاعة، لن تلبث أن تنفجر حين يقرأ الناس أعمالنا ويقارنونها بفلان الذي صوَّرنا معه.. إن متابعينا قراءٌ ومثقفون، وهؤلاء نخبةٌ يملكون أن يميزوا ما بين الصورةِ التي تصنع شهرةً وظهوراً، والصورةِ التي تصنع قيمة؛ لذلك من الأجدر أن نصنع قيمتنا من باب أولى، بدلاً من أن نصنع ظهوراً وشهرةً مؤقتين، وليدرك الكاتبُ أنه لن يدخل التاريخ لأنه صوَّر مع فلان، بل سيدخل لأنه صنع كذا وكذا، في كتبه، أو في مقالاته وشعره، وكتاباته عموماً، هل تعلم كم كاتباً تألق في عالم السوشيال ميديا ثم اختفى؟ هذا لأنه باع بعض الصور، ونسي أن يروِّج لنفسه باعتباره كاتباً له قلم.

إن للكاتب أعماله التي ترفع من مستواه وتخلِّد ذكراه، فلا يسعَ إلى أن يكون مجرد صورة حين يستطيع أن يصير ضوءاً يُرى من بعيد، ولا يسعَ إلى أن يكون الكاتبَ الذي أعطاه الآخرون قيمته حين يستطيع أن يصنع قيمته بنفسه، إن الأدب يُقرأ بالأفكار لا بالصور، الصورُ عابرةٌ وستتراكم عليها الكثير من الصور الأخرى في مواقع التواصل.

وأما إذا التقينا بأحد المشاهير، فأفضلَ مِن أن نحصل على صورة معه، أن نجالسه جلسة حوارية ثقافية، نستفيد من خبرته، وقد نتبادل أرقام الهواتف إن أتيح ذلك، ويستمر بينننا التواصل.. ثم إذا عدنا إلى منازلنا بعد اللقاء، جميلٌ أن نكتب مقالاً أو منشوراً حول هذا اللقاء، هنا سنظهر معاً في صورةٍ عبر وسائل التواصل، ربما ليست صورة فوتوجرافية، لكنها صورة ثقافية في مقالة راقية لها معنى عظيم، وسيشعر المشهور بالاعتزاز أكثر، وستترك المقالة فيه، وفي جمهوره أيضاً، انطباعاً أقوى.

والآن، هل اقتنعت بكل هذا الكلام؟

سواء اقتنعت أو لم تقتنع، نعود هنا ونقلب الصفحة ونقول: التصوير مع الشخصيات المشهورة ليس خياراً خاطئاً، بل إن له منافعَ كثيرةً على الكاتب المغمور والمبتدئ، ومن الذكاء أن يقتنص الكاتب الفرصة عند لقاء مشهور من المشاهير ويلتقط معه صورة.

أنا بنفسي (كاتب هذه المقالة)، سبق أن التقطت الكثير من الصور مع بعض المشاهير، مع سبق الإصرار والترصد أيضاً، فإنَّ لي صورة مع الفنان صالح زعل، وصورة مع الكاتبة بشرى خلفان، وصورة مع الباحث البحريني الدكتور محمد السلمان، وصورة مع وزير الإعلام، معالي الدكتور عبد المنعم الحسني، وآخرين كُثُر، بل إنَّ أكثر منشور لاقى نجاحاً في صفحتي، من بين كل منشوراتي عامةً، هي صورتي مع الفنان صالح زعل.

لذلك لستُ هنا، في هذا المقال، ضد التقاط الصور مع المشاهير، رغم أنني - بالمقابل - حظيت بفرص كثيرة كي آخذ صوراً مع مشاهير آخرين كُثُر، لكنني لم أتقدم خطوة واحدة لهذا، ففي ورشة البوكر التي شاركتُ فيها مع الدكتور محمد علوان، والدكتورة جوخة الحارثي، ومجموعة من عمالقة الأدب الروائي العربي، التقطَ الجميعُ لأنفسهم صوراً متفرقة وجماعية، وحدي أنا بقيت بعيداً لم ألتقط ولا صورة واحدة، رغم ما جمعني بهم من علاقة طويلة طيبة، امتدَّت إلى لحظة كتابة هذه السطور، والتقيت بالفنان الإماراتي عبد الله زيد، الفنان الذي نحبه جميعاً، وبقوة، واكتفيت أن صافحته دون أن ألتقط معه صورة، وكذلك الفنان الكويتي محمد المنصور، والمذيعة القديرة كلثم الزدجالية (ماما كلثم)، والمذيعة منى محفوظ المنذري، والكاتب البحريني اللامع حسن مدن، وأستاذنا الرائع أحمد الفلاحي، وآخرين كثر، التقيت بهم أكثر من مرة دون أن ألتقط معهم صورة واحدة، بعضهم تنزَّهنا معاً في جولة بحرية، كالدكتورة كلثم، وآخرون في رحلة جبلية، كأستاذنا أحمد الفلاحي، وآخرون سافرنا معاً من وإلى الإمارات، كالدكتور حسن مدن.

لم ألتقط معهم صوراً، ليس تقليلاً من شأنهم، بل على العكس، هم قامات لها وزنها، لكن طبيعتي وفكرتي عن التقاط الصور لم تتوافق مع هذا الأمر، ليس مع المشاهير فقط، ولكن حتى مع الأهل والأصدقاء والمعارف، وأسرتي كذلك، ففي أسفارنا العائلية الجميعُ يعودون بصورٍ في هواتفهم، إلاَّ أنا أعود خالي الوفاض، لا سليفي مع نفسي، ولا مع الآخرين، إلاَّ فيما ندر.

ثم إنني لا أجيد الابتسام جيداً، وهذه نقطة مهمة، وقد أسهبتُ في الكلام عنها في كتاب سأنشره قريباً بإذن الله، يتحدث عن سيرتي الذاتية.

الخلاصة أنني لا ألتقط الصور مع الآخرين عادةً، لكنني بالمقابل لا أرفض الفكرة، بل أراها خطوة إيجابية، ولم يسبق لي أن رفضت تصويراً طُلب مني قط، سواء من قارئ أو زميل، خاصة حين يكون للصور مناسبة، كأن يهديني الكاتب كتاباً من كتبه، أو أهديه أنا كتاباً من كتبي.. إنما يحتاج الأمر إلى ضبط، وهذه المقالة هدفها إرساء هذه الضوابط التي سنتحدث عنها في السطور التالية.

التقيتَ بأحد المشاهير وتريد أن تلتقط معه صورة؟ هذا حقٌّ مشروعٌ كما قلنا، بل فكرةٌ تُحمد عليها، إنما من الخطأ أن يُشْهِرَ الواحدُ منا كاميرته في وجه الرجل ويلتقط الصورة مباشرة، من الواجبِ والاحترامِ أن يكون هناك استئذان، لعلَّ هذا المشهور يرفض، لأي سبب من الأسباب، وقد يتأذى من التصوير، فالأجدر أن نستأذن، بل وقبل أن نستأذن من الأفضل أن ننظر في حال المشهور، إن كان مستعجلاً أو مشغولاً، أو ربما كان في لحظة لا تسمح له بالتصوير، يأكل في مطعم مثلاً، هذا لا يليق تصويره بتاتاً، وفي حال رفض علينا أن نحترم رغبته، دون إلحاح، ولا حتى السؤال عن السبب.. أن نكون لبقين، هذا هو المطلوب.

استأذنا؟ وافق الرجل؟.. ممتاز، لنجهِّز كاميرتنا الآن.

جودة الصورة مهمة جدًّا، فهي واجهة لكلينا، لذلك من الأفضل أن نطلب من شخص ثالث أن يقوم بالتصوير، ولكن لا بأس من أن نلتقط ”سيلفي“ بأنفسنا، ولأن المشاهير يحبون أن يظهروا بالمظهر المناسب، لذلك من الأجدر أن نختار المكان المناسب والإضاءة المناسبة، ولنتجنب الخلفية المبهرجة، بل كلما كانت الخلفية بسيطة كلما كان أفضل، حتى إذا رأى الناسُ الصورة ركزوا على من فيها، لا على ما فيها.

التقطنا الصورة؟ جيد جدًّا، ما الخطة الآن؟ ما الذي سنفعله بهذه الصورة؟

هناك ثلاثة خيارات متاحة وبديهية؛ إما أن نحتفظ بالصورة للذكرى، وإما أن نتباهى بها.. والخيار الثالث أن ننشر الصورة في حساباتنا في مواقع التواصل، وهو الخيار الأصوب طبعاً.

ثم حتى لو كانت الصورة التي التقطناها سيئة (ولسنا كلنا مصورين محترفين)، فإنَّ الكلام الذي سنكتبه تحت الصورة سيجعلها جميلة، لكن أن يتباهى المرء تباهياً فارغاً، هذا يزيد الصورة سوءاً، بل نجمَّل في الكلام ونكتب ما يليق بشخصيةٍ مشهورةٍ كالذي معنا الآن.. لا نكتب مثلاً: «انظروا من قابلت، ومن هذا الذي في الصورة معي»، بل نجعلها صورة ثقافية؛ نربطها باللقاء الذي جرى بيننا، ونوضِّح لمتابعينا كم استفدنا من هذا اللقاء، وأن هذا المشهور محترم، أو لبق، أو واسع الثقافة، ولا بأس أن نكتب بعضاً من أقواله التي قالها في لقائنا معه.

ننشر بتواضع، ولنجعل الرجل يشعر حين يقرأ ما كتبنا عنه أننا فخورون به وبهذا اللقاء، وأننا لم نلتقط الصورة من أجل الافتخار والزهو فقط، ولا نُشعره أن صورته كانت مجرد سلعة نتاجر بها ونسوِّق أنفسنا من خلالها، بل نجعله يسعد أنه قابلنا، تماماً كما سعدنا نحن بهذا اللقاء.

وفي الختام؛ لنتفق على أن التصوير بحد ذاته تقنية رائعة، غير أننا نحن من يجعله نوراً حين نسعى إليه باعتباره جسراً، أو نجعله ظلاماً حين يكون هو الغاية مجرَّدة.

والآن، هل تمانع أن نلتقط صورة؟

آخر المقالات

هل تمانع أن نلتقط صورة معاً؟/ بقلم: محمد قرط الجزمي
هل تمانع أن نلتقط صورة؟
نفرح كثيراً حين تقع أيدينا على صور قديمة لمنطقتنا، أو لأنفسنا وأهلينا، ذلك أنه قديماً لم تكن ثقافة التصوير حاضرة، والكاميرات اختراع نادر، ثم حينما وصلت الكاميرات صار الناس يستخدمونها إما على استحياء، أو على خوف.لهذا قليلة هي الصور التي نملكها عن المن...
قراءة المزيد
أسرار الأبواب الخلفية/ بقلم: محمد قرط الجزمي
أسرار الأبواب الخلفية
في فرنسا المحتلَّة، أيام الحرب العالمية الثانية، دخل جنديٌّ ألمانيٌّ مقهىً يحمل اسم ”الملاذ الصغير“ (Le Petit Refuge)، وجلس يحتسي القهوة، فسأل: «لماذا لديك باب خلفي في المقهى يا هنري؟»، أجابه هنري دوبوا، صاحب المقهى: «لإخراج القمامة يا سيدي، فليس من ...
قراءة المزيد
المسرح يتكلم كلَّ اللغات/ بقلم: محمد قرط الجزمي | مهرجان المسرح العربي
المسرح يتكلم كلَّ اللغات
اللغة المهيمنة في المسرح دائماً، من جهة الجمهور، هي لغة التأويل.وإذ نتحدث عن التأويل المسرحي فإننا نتحدث عن شكل من أشكالِ التأويلِ معقدٍ بعض الشيء، فأنت تُؤول كل أداة من أدوات المسرح على حدة، تأويلات مختلفة، ثم تجمع تلك الأدوات في قالب واحد وتخرج بتأ...
قراءة المزيد
ماكينة الخياطة التي أنقذتني/ بقلم: ولاء عبد الرحمن | حلم ماكينة الخياطة/ بقلم: بيانكا بيتسورنو | ترجمة: وفاء عبد الرؤوف البيه
ماكينة الخياطة التي أنقذتني
في إحدى قرى ومدن جنوب إيطاليا، وفي زمن بين الحربين العالميتين، تدور أحداث هذه الرواية.بيانكا بيتسورنو كاتبة إيطالية تشتهر بكتابتها للأطفال والشباب، وتعتبر من أهم المؤلفين في هذا المجال. ولدت في الثاني عشر من أغسطس عام ١٩٤٢، في مدينة سسارة. درست علم ا...
قراءة المزيد
تحت ظل الظلال/ محمد قرط الجزمي - ولاء عبد الرحمن
إلى متى سنسمح للظلال بأن تتحكم بنا؟!
بين براعة الكاتب، وسعة اطلاعه، والتشويق والإمتاع في الأسلوب، تنبثق هذه الرواية العظيمة. رواية من أدب الخيال العلمي، ستتفاجأ أن كاتبها عربي، وتحديدًا من سلطنة عُمان. رواية تتجاوز صفحاتُها الستمائةَ صفحة، صدرت عام 2022م، من إصدارات دار الفكر.تدور أحداث...
قراءة المزيد
جذور التربية مرة، ولكن ثمارها حلوة/ بقلم: مياء الصوافية
جذور التربية مُرة، ولكن ثمارها حُلوة
عنونتُ مقالي بهذا القول المشهور؛ فجذور الشجر في الغالب مُرة، ولكنها مع مرور الزمان تنمو شجرا مباركا يؤتي أكله طيبا حيثما كان ويكون.كذلك هي تربية الأبناء تحتاج من الجهد الكثير، ومن الصبرِ والحلمِ سعةٌ حتى تشب سواعدهم، ويظهروا على ساحات مجتمعاتهم بانين...
قراءة المزيد
حتى أنت يا بروتس؟!/ بقلم: محمد قرط الجزمي
حتى أنت يا بروتس؟!
بيتُ شعرٍ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه:إنما الدنيا كبحرٍيحتوي سمكاً وحوتليس لمجرد أن البحر جميل وفيه سمكٌ لطيف، معنى ذلك أنك ستنزل فيه تسبح وتستمتع كأنك في الجنة، كلا، ثمة حيتان من الممكن أن تأكلك من الخطأ أن تأمنها، إنَّ نظريتك في أن الحوت...
قراءة المزيد
فجلست تبكي معي/ بقلم: محمد قرط الجزمي
فجلست تبكي معي
يقال إنه حين تقابل موجوعاً في مشاعره، لا تحادثه بالعقل ولا بالمنطق، بل المواساةُ المطلوبةُ هي أن تحدِّثه بلغة القلوب؛ لمسةٌ حانيةٌ أو أذنٌ مصغيةٌ، وربما لو تنهَّدتَ في حضرته لارتاح قلبُه مع سماعه لتنهيدتك، إذ سيشعر أن هناك من يحس بألمه، وهذا يكفيه.إن...
قراءة المزيد
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب بقلم محمد قرط الجزمي
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب
الثقافة، بمعناها المادي، ليست درجة علمية كالأستاذية والدكتوراة، وليست درجة تعليمية يحصل عليها المرء فيتباهى بها، إنما هي صفة شخصية فردية، مستقلة عن محيطه، يتصف بها الفرد فتظهر في سلوكه.. أقول ”مستقلة عن محيطه“ وأعني بها عدم التبعية، وليس الانعزال عن ...
قراءة المزيد
تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء بقلم آية سامي الشيخ
‎⁨تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء⁩
* نظرة نقديّة..عزيزي القارئ أعتذر مقدّماً عن خيبةِ أملك بالثقافةِ المعاصرة..ثقافتنا اليوم لزجة سريعة الانزلاق، قوامها زيتي معدوم المقاومة، من سار على أرضيّتها انزلق، ومن غاصَ فيها غرق؛ لكنّي لستُ ممن يؤمنون بالتعميم، أؤمن بالقلّةِ القليلة الصّادقة، ا...
قراءة المزيد
المجتمعفوبيا بقلم: آية سامي الشيخ
المجتمعفوبيا
الإنسان كالبحر، كالأرض، كائن مليء بالأسرار، إذا غُصت في أعماقه كباحثٍ ستجد كنوزاً ثمينة؛ أو ربّما أوطاناً مدمَّرة..ولا بدَّ من ترميم تلك الأوطان بأيادٍ خبيرة وفذة؛ لتزيل الدمار وتضع أساساً قويّاً متيناً من جديد، وهنا يأتي دور الصحّة النفسية..إنَّ الأ...
قراءة المزيد
مطحون يأكل من الدهر ويشرب/ محمد قرط الجزمي
مطحونٌ يأكل من الدهر ويشرب
جرى حوار بين رجل مطحون وغراب.المطحون يسأل: «ما فائدة وجودنا في هذه الحياة؟»، فيجيبه الغراب: «إننا نحيا كي نستمتع»، فيقول المطحون بلسان حاله: «كيف؟ هذا صعب، الحياة مقيتة جدًّا، والألم لا يتوقف مع مرور الزمن، فمن سرَّه زمنٌ - كما يقول أبو العتاهية في ش...
قراءة المزيد
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين/ محمد قرط الجزمي
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين
الأكل ثقافة محترمة، مثله مثل الفكر والفنون والرياضة، بل إن ثقافة الأكل تفوق في بعض الأحايين بقية الثقافات الأخرى، ونلاحظ ذلك في كثرة المطاعم مقارنة مثلاً بالمكتبات والمؤسسات الثقافية، بل إن المحاضرات والندوات تعقبها دائماً جلسات أكل، وكثير من اجتماعا...
قراءة المزيد
القارئ أنانيٌّ بطبعه/ محمد قرط الجزمي
القارئ أنانيٌّ بطبعه
الأنانية صفة سيئة، تجعل المرء يفكر في نفسه فقط على حساب الآخرين، هي لا تشبه الطموح والمنافسة في شيء، الطَّموحون والمنافسون ينفعون أنفسهم ويَسْمُون بإنجازاتهم، لكن الأناني يصعد على أكتاف الآخرين؛ يسيء إليهم، وقد يضرهم، فقط من أجل أن يتفوق هو ويعتلي من...
قراءة المزيد
حيلة الأنا/ جوليان باغيني
قليل من الفلسفة لن يقتلنا!
كتب الفيلسوف الإيرلندي، الأسقف بيركلي، ذات مرة قائلاً: "أثار الفلاسفةُ غباراً، ثم اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الرؤية".وقد زادت آثار خطوات علماء النفس والطبيعة وعلماء الدين وعلماء الاجتماع أيضاً من كثافة سحابة الغبار التي تحجب نظرتنا للذات، فالذوات كال...
قراءة المزيد
محمد قرط الجزمي
تحت ظل الحياة والموت معاً
[فضفضة شخصية خاصة]هذا العام نكسة روحية ومادية في حياتي.أنا أكثر الناس إيماناً وتفاؤلاً بالحياة، رغم شظف العيش وسوء الحال، لكن من منا لا يلاقي مطبات في حياته توقفه بين الحين والآخر؟.. اعتدتُ أن توقفني الكثير من المطبات، لكن كلها تمضي مع الزمن كأنها لم...
قراءة المزيد
شعور من نور
شعور من نور
"الضوء الباهر يصرع نوازع الشر" نجيب الكيلانيلا أعلم هذا الشعور الذي يقودني إلى لا شيء... ما زال متشبثا بثوب النور، حتى حين يُرمى بالظلام، إنه يقف على حافة المجابهة، لكن تفكيره ما زال قابعا ومنزويا تحت ظل النور، يزرع الحِلم بماء الضمير؛ فيتقهقر متراجع...
قراءة المزيد
رواية: ذئب البراري هرمان هيسه
ثنائية الإنسان والذئب داخل الكيان البشري
"هذا المسرح السحري للمجانين فقط، ثمن دخولك.. عقلك".كم جرعة من المعرفة تلزم الإنسان ليحقق كينونته أثناء إقامته على الأرض؟وهل الإدمان ضررٌ محضٌ، حتى وإن كان هوساً بالثقافة والعلم والفنون؟ألا يمكن أن تكون السعادة في الضفة الأخرى من عزلة المثقف؟ألا يمكن ...
قراءة المزيد
كتاب: كل شيء لم أخبرك به
كان يجب أن تتزوجي شخصاً أكثر شبهاً بك
العنوان: كل شيء لم أخبرك بهالكاتبة: سيليست إنجالمترجمة: إكرام صغيريدار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيعالتقييم: خمس نجومنبذة:طوال الوقت الذي عاشاه معًا، كان الأبيض لا يعدو أن يكون مجرد لون للورق، والثلج، والسكر. وكانت نسبة شيء ما إلى الصين -إذا حدث وأ...
قراءة المزيد
الأصل دان براو ن
المراجعة الثانية لرواية الأصل
هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة«مائدة الكتب»يستمر دان براون الإبحار بنا في رحلة التشويق من خلال بطله الدائم للسلسله؛ البروفيسور (لانجدون)، أستاذ الرموز بجامعة هارفارد، وهذه المرة من خلال حل لغز جريمةٍ تقع في حفل أقيم في متحف الفن الحديث بمدينة...
قراءة المزيد
العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا
التاريخ، محطات نفخر بها
«التاريخ العُماني،..» هكذا وصفته الدكتورة هدى الزدجالية وهي تهديني كتابها، «محطاتٌ نفخر بها، منها سلطنة زنجبار».صدر كتاب "العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا" للدكتورة هدى الزدجالية، بطبعته الأولى عام 2021، عن الجمعية العمانية للكتَّاب وا...
قراءة المزيد
الأصل دان براون
المراجعة الأولى لرواية الأصل
هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة«مائدة الكتب»«قال كيرش: ما ستشاهدونه جزء من إعلانٍ، آمل أن أطلع العالم عليه؛ ربما في غضون شهر من الزمن أو نحو ذلك. لكن، قبل أن أفعل ذلك، أردت التشاور مع عدد من المفكرين الدينيين الأكثر تأثيرا في العالم، لأعرف كيف...
قراءة المزيد
القارئ يرسم كاتبه المفضل
أنت ترسم كاتبك المفضل
تبحث عن الكتاب الذي يناسبك؟بحثك المجرَّد لا يكفي، قبل ذلك اصنع كاتبك بنفسك، ثم هو من سيصنع لك كتابك الذي تبحث عنه.إن القوة الفنية تتفاوت بين كتاب وآخر، هذا قوي وهذا ضعيف، هذا مكتمل وهذا فيه نقص، وهذا كتابٌ يتأرجح بين هذا وذاك، لكنَّ توفيق الحكيم له ر...
قراءة المزيد
لونها مرآة
جيلاتا التي صار لونها مرآة
لهذه الرواية رواية أخرى، سأحكيها لكم.كتبتها (صدقوا أو لا تصدقوا) قبل ما يقارب العشر سنوات، كان هذا حينما أردت أن أكتب فكرة مختلفة عن مخلوقات الفضاء، التي اعتدناها في روايات الخيال العلمي والأفلام.في البدء وُلدت الرواية باسم "جيلاتا"، على اسم كوكب الف...
قراءة المزيد
إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع
إذا أردت أن تُطاع!
سألني مالاً، فأعطيته أكثر مما سأل، فقال: «أنا أحتاج كذا من المال فقط، وأعرف حالتك المادية».قلت له: «إذا طلبت فكن طموحاً في طلبك.. أنا أبوك، وصيغة الطلب من أسفل إلى أعلى تختلف عنها من أعلى إلى أسفل.. إذا سألت فاسأل الأكثر، وأنا من يقرر».هنالك مبدأ يقو...
قراءة المزيد

ذات أفنان

تابعونا حتى تصلكم أخبارنا