الإصدار الأول
عديني بألا يقطع الصبحُ سامرًا
لأوقـظ حطّـابَ المجــازاتِ بــاكرا
وأذكي رمـادَ الذكرياتِ على فتًى
سيبعثُ من عنـقـاءِ ذِكـراهُ شاعرا
.
فتًى لم يـلج إلا الـحنايـا لأنّــه
شفيفٌ.. وما يَنضمُّ إلّا تـنـاثــرا
وما رد عصر "المولويين" في صدى
مراياهُ إلا كي يعيد الظـواهـرا
ويمطر من غيماته الرُّشد لامــرئٍ
يبيت على نار الفراشات حائرا
هناك بعيدًا عن حكايات جـــدّةٍ
تسيل بفرسان الأساطيـرِ ظاهرا
وحيثُ دمـوع الأنبياءِ تـخـــونــهُ
وتضفي له حزنًا إلى الحزن آخَرَا
سيأوي إلى ركنٍ من الأمن وارفٍ
وقد بلغت فيها القلوبُ الحناجرا
لتعلمَ هذي الأرض ما شكل وجهها
وقد قتل الإنسانُ فيها المشاعرا
وقد تخرج النيران من قلب قطرةٍ
حداثيةٍ إن قال شيئًا معاصرا
وما قــال إلّا عن كهانيت قـومـِهِ
بما قـال "إبراهيـمُ" عنهم لـ"آزرا"
ونادى بهم للحب، قال: تآلفـوا
فلن تمطر الأحقادُ إلّا خناجرا
وهذا الجحيم الوحش ما كان لو بكى
وهزَّ الهوى العذريُّ فيهِ الـمنـابـرا
وليس بيوت الضوءِ من قبل سَيرِها
على سُنّةِ العشاقِ إلّا مـقـابــرا!
فقالوا جميعًا: حرّقوهُ..
فَفُرّقوا هباءً،
وضمت "زمزمُ" الخلدِ "هاجرا"


التعليقات ()