عربتك
Loading

الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات

تفَقُّد هواتفنا المحمولة هو أول ما نفعله عادةً بعد الاستيقاظ من النوم، بُغية معرفة الوقت، لكن ينتهي بنا الأمر في أحيان كثيرة إلى استعراضِ جميع مواقع التواصل، والردِّ على كل صديق وغريب، والثناءِ على مجموعةٍ من الصور وذمِّ أخرى، وتأييدِ فكرةٍ ومعارضةِ رأي، وعن أذهاننا يغيب كليًّا السببُ الرئيسُ خلف تفقدنا لهواتفنا! سنعرض اليوم عدداً من سلبيات الإبحار في عالم الشبكة العنكبوتية دون اتباع إجراءات السلامة اللازمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه عالم ليس شراً كله.

لن نسلِّط الضوء على الهاتف المحمول، الجهاز الجامد في حقيقته، بل على قدراته اللامحدودة عند تعاونه مع الشبكة العنكبوتية أو ما يُعرف بالإنترنت، هنا تتشعب الطرق الافتراضية في فضائه، تتعدد وتتقاطع، وتخرج عن السيطرة، تتفرع وتنتشر، وقد نجد أنفسنا حينها في قلبها، وأمام مفترق طريق يتكون من عشرات الآلاف من المسارات التي تؤدي إلى وجهات مختلفة، وتلك الوجهات نفسها تأخذنا إلى المزيد من الطرق المتفرعة الأخرى، وهكذا، متاهة هائلة لها بداية واضحة ساطعة، ولكن النهاية مشوشة مجهولة، وغير متوقعة في أحيان كثيرة.

إن شُغل مواقع التواصل الشاغل هو تكبيلنا أمام هواتفنا، وجعل أعيننا بالكاد تفارق شاشتها الصغيرة، ومنح إبهامنا وظيفة أساسية، هي تقليب الصور والمرئيات إلى الأعلى أو إلى الأسفل، إلى الأمام أو إلى الخلف، في سجننا الإرادي أو اللا إرادي، ملامح وجوهنا تتغيَّر وتتقلب وتتخبط في بحر من العواطف والمشاعر، نضحك ثم نبكي، نعبس ثم نبتسم، نشمئز وبعدها نندهش، نتضايق ثم نستغرب، هكذا باستمرار وتكرار، عقارب الساعة تدور، ومهما فعلنا لن نستطيع استرداد شيء من الوقت المهدور.

وقد نتفاجأ بأحدهم في مواقع التواصل يقفز أمام وجوهنا، معترضاً طريقنا، ومن دون أي مُقدِّمات يبدأ في حشو أفواهنا وعقولنا بمعلومات لا نهائية في مختلف المجالات، الدينية والفلسفية والاقتصادية والتاريخية والإنسانية والفنية والأدبية والجغرافية والسياسية والنفسية والفيزيائية والكيميائية، نُقاومه، ولكنه يُتابع ضخ المعلومات بلا هوادة، اللقمة بعد اللقمة في علوم الأرض والفضاء والرياضيات والزراعة والهندسة والتجارة والتكنولوجيا، نوشك على الاختناق، إلا أنه لا يبالي، ويستمر في علوم الصحافة والاتصالات والقانون والطب، نتمكن من الإفلات بأعجوبة وعقولنا مثقَلة بمعلومات تجعلنا نتوهم بطريقة ما أننا صرنا مثقفين من الدرجة الأولى، لنكتشف لاحقاً أن كل ما تلقّيناه كان هذياناً ولغواً، ومعلومات حصل عليها ذلك الشخص من اجتهاداته الشخصية البحتة، وبرعاية جميع بهارات العالم.

وقد تصلنا رسالة من صديق محتواها أنه حصل أخيراً على ترقية طال انتظارها، أو رسالة عن انتقالٍ قريبٍ إلى منزل حديث، أو عن احتفال زميل بمولود جديد، فلا تسعنا الدنيا من شدة الفرح، فننشغل بكتابة ألطف عبارات التهنئة المُنمّقة وأشدها عذوبة، مع إضافة صور أو رموز تعبيرية ملائمة، وننهمك كثيراً في اختيار الرموز إلى درجة نسياننا لأنفسنا خلف مقود سيارتنا، نُرسل وروداً ووجهاً سعيداً، ينقلب إلى عابس إن تعرضنا لحادث، أو عرَّضنا حياة الآخرين للخطر.

تظهر أمامنا رغماً عنا صور لأشخاص متأنقين؛ رجل في غاية الوسامة، وامرأة في قمة الإبهار، بثياب فاخرة ومجوهرات راقية، لا نملك إلا أن نرفع المرآة لمقارنة أنفسنا بهم، والمباشرة في تعديل الشَّعر والحواجب، الأجفان والعيون، الأنف والخدين، الشفتين والذقن، وكل ما يأتي بعدهامن أعضاء، حتى أخمص القدمين، ومن ثَم نتفقّد إجمالي رصيد حساباتنا البنكية.

وبعد كل تلك التغييرات التي كلَّفتنا جهداً وثروة وتنازلات، نلتقط لأنفسنا صورة لمشاركتها مع العالم، عدد متابعي صفحتنا يفوق العشرة آلاف، وصورتنا لم تحصل إلا على عشر تفضيلات، شعرنا بها وكأنها عشر مجامَلات، لا كلمات مديح ولا تعليقات انبهار، ننتظر الحصول على شيء من الاهتمام، ويمضي النهار، فنرتمي على أسرَّتنا بحزن وبلا حراك، وكأن ضغط الآخرين على زر التفضيلات هو ضخ للأوكسجين في أجسادنا، وانقطاعهم عن ذلك لا يعني سوى توقف الحياة.

تتغيَّر معايير الجمال ولا أسرع من تبدل الذوق السائد والموضة، وهكذا نعود إلى غرفة العمليات لإجراء اللازم، مما يعني مزيدًا من العزلة والقلق والاكتئاب، وكان من المفترض بدلا من كل ذلك أن نُجري أهم عملية على الإطلاق، وهي إنعاش الرضا في قلوبنا، هي مجانية تماماً، وآمنة، وبلا أي آثار جانبية أو مضاعفات أو أخطار، فالخير كما قيل كلّه في الرضا، ولا باعثَ للرضا كقول رسولنا الكريم: ”إن الله لا ينظُر إلى أجسامكم، ولا إلى صُوَرِكُم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم“.

ومع فتور ردود الفعل على كل ما ننشر قد نشعر بالوحدة، وفي الوقت نفسه قد نشعر أحياناً بالراحة، إذ إننا أخيراً وجدنا المكان الذي بإمكاننا اتخاذه ملاذاً من صخب الدنيا من حولنا، فنبدأ في مشاركة معلوماتنا الشخصية، وحالاتنا النفسية، وصورنا، وصور أفراد عائلاتنا، ونجد ألاّ ضَير في ذلك، فتغيب كلياً عن أذهاننا حقيقة مشرقة كالشمس، هي أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي اليوم يتجاوز الخمسة مليار شخص، بحسب تقرير نشرته شركة ”ستاتيستا“ المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين؛ الرقم خمسة وعلى يمينه من الأصفار تسعة! والآن، هل من الآمن اعتبار أنفسنا منعزلين كلما دخلنا إلى ذلك الفضاء الواسع الشاسع المكتظ بالبشر؟

وهناك في أحد مواقع التواصل قد يكتب أحدهم عن تكوّن سُحب ممطرة في منطقة ما، ويؤيد شخص آخر كلامه مضيفاً أن الأمطار قد بدأت في الهطول، ليُعلن ثالثٌ عن نزول بَرَد أيضاً، بَرَد بحجم كرة الطاولة، فيكتب آخر، بل بحجم كرة الجولف، فيعترض آخر إنما هي بحجم كرة التنس، ويقفز آخر إلى المحادثة ليكتب، بل بحجم كرة البلياردو، ويتدخّل آخر ويكتب، بل بحجم كرة البولينج، بل كرة القدم، وينضم إلى المحادثة شخص جديد ليكتب أن البرَد لا بحجم هذا ولا ذاك، بل بحجم كرة السلة. لكن الحقيقة أن المتوجه إلى تلك المنطقة لن يجد هناك سوى عائلة من الزواحف المنشغلة بأخذ حمام شمسي.

وقد تصل إلينا رسالة إعجاب أنيقة، بكلمات رقيقة، تفوح من بين حروفها روائح المسك والعنبر بالرغم من كونها إلكترونية، فنرد على صاحبها ونشكره على مشاعره النبيلة، الرسائل من الطرف الأول لا تنقطع بعد ذلك، بل تتزايد وتستمر، كانت أسبوعية فصارت يومية، نرد على عدد منها وننشغل عن الرد على العدد الآخر، وهكذا، إلى أن نصل إلى مرحلةٍ نرد فيها على جميع رسائل الطرف الأول، وبهذا تنتهي المرحلة الأولى، وندخل في المرحلة الثانية التي تجعلنا نطمئن فيها إلى ذلك الشخص، وقد نثق به، عندها سيُلمِّح عن رغبته في تبادل المزيد من الحديث، لكن ليس على أرض الشبكة العنكبوتية بل على أرض الواقع، وقد نتردد للحظة، لكننا في النهاية نرضخ ونلتقي، لنكتشف أن ذلك المعجب المهووس لم يكن سوى صديق نعرفه مما يعني وقوعنا ضحية لأحد مقالبه، وأن نكتشف أن صاحب تلك الرسائل صديق، خيرٌ من أن نكتشف أن غفلتنا قد أوصلتنا، وجهاً لوجه، أمام شخص مُحتال ذي سوابق، أو مجرم، أو مريض أخلاقي، أو حتى جني. 

عالم الشبكة العنكبوتية ليس شراً كله، فقد حقق ما لم يكن يحلم به الأقدمون، وذلك بربطه بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، مما سهَّل تبادل الأخبار والثقافات، كما أنه قام بتوفير الجهد والمال الذي كان يتطلبه شد الرحال لزيارة صديق أو قريب، أو لطلب شيء من العلوم، وجعل التواصل مع الأهل والأصدقاء في غاية السهولة واليُسر، ووفَّر فرصاً للعمل والدراسة من المنزل، وفتح أبواب التعلُّم والتعليم في شتى المجالات، من مواقع موثوقة وأشخاص متخصصين، وسهّل عمليات التسوّق وإنجاز المعاملات، ووفر سبلاً عديدة للتسلية والترفيه.

وختاماً، تحدثنا عن الشبكة العنكبوتية ذات الوجهين؛ البارعة في توفير الوقت وسرقته معاً، الطافحة بالمعلومات المفيدة الموثوقة والمعلومات الباطلة العبثية، الخادمة لكل لذة، الجامعة بين الناس والمفرّقة بينهم، الجالبة لكل مسرة وحسرة، الشاغلة عقول الناس في كل يوم وليلة. وخلو وجهها الثاني من الشر لا يمنع من ضرورة توعية الأفراد دوريًّا حول أضرارها وأخطارها، رحلة توعية تبدأ من مرحلة الروضة وتستمر إلى جميع المراحل الدراسية التالية، وحتى الجامعة، توعية دورية جادة، مع كتيِّب ملائم لكل مرحلة، فالوقاية خير من العلاج.

آخر المقالات

مقالة: الحرب العالمية الثالثة، بقلم: محمد قرط الجزمي
الحرب العالمية الثالثة
الحقيقة (وهذا رأيٌ شخصيٌّ، أكثر منه قول خبير) أنه ليس هناك احتمالٌ لاندلاع حرب عالمية ثالثة قريبة؛ لأن العالم - ببساطة - غير مستعد لهذه الخطوة، ولأن العصر الذي نعيش فيه الآن يجعل نشوب حرب كبرى كهذه خسارة فادحة على الجميع، في ظل شعوب تهدف إلى التطور ...
قراءة المزيد
مقالة: هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة/ بقلم: مياء الصوافية
هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة
عندما يكون الدين هو الوجهة الأولى لفكر الإنسان، والمحرك الأسمى لتكوين الدولة ذات المنهج الصحيح، والتنظيم الساعي لحماية كرامة الإنسان دنيويا وأخرويا؛ لأجل هذا كانت الهجرة النبوية الشريفة؛ هجرة النبي الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) من مكة ...
قراءة المزيد
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات/ لقلم: هند سيف البار
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات
تفَقُّد هواتفنا المحمولة هو أول ما نفعله عادةً بعد الاستيقاظ من النوم، بُغية معرفة الوقت، لكن ينتهي بنا الأمر في أحيان كثيرة إلى استعراضِ جميع مواقع التواصل، والردِّ على كل صديق وغريب، والثناءِ على مجموعةٍ من الصور وذمِّ أخرى، وتأييدِ فكرةٍ ومعارضةِ...
قراءة المزيد
وضع ضفدع في قدر به ماء يغلي
الضفدع في الماء المغلي
هنالك تلك القصة المأساوية عن الضفدع المسكين الذي وضعه العلماء في قِدْرٍ به ماء، فبقي مستقرًا مكانه، ثم إنهم بدأوا يغلون الماء فارتفعت درجة الحرارة ببطء، لكن الضفدع بقي مكانه لم يتحرك، زادت الحرارة حتى وصلت إلى درجة الغليان.. مات الضفدع ولم يقفز من م...
قراءة المزيد
هل تمانع أن نلتقط صورة معاً؟/ بقلم: محمد قرط الجزمي
هل تمانع أن نلتقط صورة؟
نفرح كثيراً حين تقع أيدينا على صور قديمة لمنطقتنا، أو لأنفسنا وأهلينا، ذلك أنه قديماً لم تكن ثقافة التصوير حاضرة، والكاميرات اختراع نادر، ثم حينما وصلت الكاميرات صار الناس يستخدمونها إما على استحياء، أو على خوف.لهذا قليلة هي الصور التي نملكها عن المن...
قراءة المزيد
أسرار الأبواب الخلفية/ بقلم: محمد قرط الجزمي
أسرار الأبواب الخلفية
في فرنسا المحتلَّة، أيام الحرب العالمية الثانية، دخل جنديٌّ ألمانيٌّ مقهىً يحمل اسم ”الملاذ الصغير“ (Le Petit Refuge)، وجلس يحتسي القهوة، فسأل: «لماذا لديك باب خلفي في المقهى يا هنري؟»، أجابه هنري دوبوا، صاحب المقهى: «لإخراج القمامة يا سيدي، فليس من ...
قراءة المزيد
المسرح يتكلم كلَّ اللغات/ بقلم: محمد قرط الجزمي | مهرجان المسرح العربي
المسرح يتكلم كلَّ اللغات
اللغة المهيمنة في المسرح دائماً، من جهة الجمهور، هي لغة التأويل.وإذ نتحدث عن التأويل المسرحي فإننا نتحدث عن شكل من أشكالِ التأويلِ معقدٍ بعض الشيء، فأنت تُؤول كل أداة من أدوات المسرح على حدة، تأويلات مختلفة، ثم تجمع تلك الأدوات في قالب واحد وتخرج بتأ...
قراءة المزيد
ماكينة الخياطة التي أنقذتني/ بقلم: ولاء عبد الرحمن | حلم ماكينة الخياطة/ بقلم: بيانكا بيتسورنو | ترجمة: وفاء عبد الرؤوف البيه
ماكينة الخياطة التي أنقذتني
في إحدى قرى ومدن جنوب إيطاليا، وفي زمن بين الحربين العالميتين، تدور أحداث هذه الرواية.بيانكا بيتسورنو كاتبة إيطالية تشتهر بكتابتها للأطفال والشباب، وتعتبر من أهم المؤلفين في هذا المجال. ولدت في الثاني عشر من أغسطس عام ١٩٤٢، في مدينة سسارة. درست علم ا...
قراءة المزيد
تحت ظل الظلال/ محمد قرط الجزمي - ولاء عبد الرحمن
إلى متى سنسمح للظلال بأن تتحكم بنا؟!
بين براعة الكاتب، وسعة اطلاعه، والتشويق والإمتاع في الأسلوب، تنبثق هذه الرواية العظيمة. رواية من أدب الخيال العلمي، ستتفاجأ أن كاتبها عربي، وتحديدًا من سلطنة عُمان. رواية تتجاوز صفحاتُها الستمائةَ صفحة، صدرت عام 2022م، من إصدارات دار الفكر.تدور أحداث...
قراءة المزيد
جذور التربية مرة، ولكن ثمارها حلوة/ بقلم: مياء الصوافية
جذور التربية مُرة، ولكن ثمارها حُلوة
عنونتُ مقالي بهذا القول المشهور؛ فجذور الشجر في الغالب مُرة، ولكنها مع مرور الزمان تنمو شجرا مباركا يؤتي أكله طيبا حيثما كان ويكون.كذلك هي تربية الأبناء تحتاج من الجهد الكثير، ومن الصبرِ والحلمِ سعةٌ حتى تشب سواعدهم، ويظهروا على ساحات مجتمعاتهم بانين...
قراءة المزيد
حتى أنت يا بروتس؟!/ بقلم: محمد قرط الجزمي
حتى أنت يا بروتس؟!
بيتُ شعرٍ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه:إنما الدنيا كبحرٍيحتوي سمكاً وحوتليس لمجرد أن البحر جميل وفيه سمكٌ لطيف، معنى ذلك أنك ستنزل فيه تسبح وتستمتع كأنك في الجنة، كلا، ثمة حيتان من الممكن أن تأكلك من الخطأ أن تأمنها، إنَّ نظريتك في أن الحوت...
قراءة المزيد
فجلست تبكي معي/ بقلم: محمد قرط الجزمي
فجلست تبكي معي
يقال إنه حين تقابل موجوعاً في مشاعره، لا تحادثه بالعقل ولا بالمنطق، بل المواساةُ المطلوبةُ هي أن تحدِّثه بلغة القلوب؛ لمسةٌ حانيةٌ أو أذنٌ مصغيةٌ، وربما لو تنهَّدتَ في حضرته لارتاح قلبُه مع سماعه لتنهيدتك، إذ سيشعر أن هناك من يحس بألمه، وهذا يكفيه.إن...
قراءة المزيد
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب بقلم محمد قرط الجزمي
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب
الثقافة، بمعناها المادي، ليست درجة علمية كالأستاذية والدكتوراة، وليست درجة تعليمية يحصل عليها المرء فيتباهى بها، إنما هي صفة شخصية فردية، مستقلة عن محيطه، يتصف بها الفرد فتظهر في سلوكه.. أقول ”مستقلة عن محيطه“ وأعني بها عدم التبعية، وليس الانعزال عن ...
قراءة المزيد
تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء بقلم آية سامي الشيخ
‎⁨تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء⁩
* نظرة نقديّة..عزيزي القارئ أعتذر مقدّماً عن خيبةِ أملك بالثقافةِ المعاصرة..ثقافتنا اليوم لزجة سريعة الانزلاق، قوامها زيتي معدوم المقاومة، من سار على أرضيّتها انزلق، ومن غاصَ فيها غرق؛ لكنّي لستُ ممن يؤمنون بالتعميم، أؤمن بالقلّةِ القليلة الصّادقة، ا...
قراءة المزيد
المجتمعفوبيا بقلم: آية سامي الشيخ
المجتمعفوبيا
الإنسان كالبحر، كالأرض، كائن مليء بالأسرار، إذا غُصت في أعماقه كباحثٍ ستجد كنوزاً ثمينة؛ أو ربّما أوطاناً مدمَّرة..ولا بدَّ من ترميم تلك الأوطان بأيادٍ خبيرة وفذة؛ لتزيل الدمار وتضع أساساً قويّاً متيناً من جديد، وهنا يأتي دور الصحّة النفسية..إنَّ الأ...
قراءة المزيد
مطحون يأكل من الدهر ويشرب/ محمد قرط الجزمي
مطحونٌ يأكل من الدهر ويشرب
جرى حوار بين رجل مطحون وغراب.المطحون يسأل: «ما فائدة وجودنا في هذه الحياة؟»، فيجيبه الغراب: «إننا نحيا كي نستمتع»، فيقول المطحون بلسان حاله: «كيف؟ هذا صعب، الحياة مقيتة جدًّا، والألم لا يتوقف مع مرور الزمن، فمن سرَّه زمنٌ - كما يقول أبو العتاهية في ش...
قراءة المزيد
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين/ محمد قرط الجزمي
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين
الأكل ثقافة محترمة، مثله مثل الفكر والفنون والرياضة، بل إن ثقافة الأكل تفوق في بعض الأحايين بقية الثقافات الأخرى، ونلاحظ ذلك في كثرة المطاعم مقارنة مثلاً بالمكتبات والمؤسسات الثقافية، بل إن المحاضرات والندوات تعقبها دائماً جلسات أكل، وكثير من اجتماعا...
قراءة المزيد
القارئ أنانيٌّ بطبعه/ محمد قرط الجزمي
القارئ أنانيٌّ بطبعه
الأنانية صفة سيئة، تجعل المرء يفكر في نفسه فقط على حساب الآخرين، هي لا تشبه الطموح والمنافسة في شيء، الطَّموحون والمنافسون ينفعون أنفسهم ويَسْمُون بإنجازاتهم، لكن الأناني يصعد على أكتاف الآخرين؛ يسيء إليهم، وقد يضرهم، فقط من أجل أن يتفوق هو ويعتلي من...
قراءة المزيد
حيلة الأنا/ جوليان باغيني
قليل من الفلسفة لن يقتلنا!
كتب الفيلسوف الإيرلندي، الأسقف بيركلي، ذات مرة قائلاً: "أثار الفلاسفةُ غباراً، ثم اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الرؤية".وقد زادت آثار خطوات علماء النفس والطبيعة وعلماء الدين وعلماء الاجتماع أيضاً من كثافة سحابة الغبار التي تحجب نظرتنا للذات، فالذوات كال...
قراءة المزيد
محمد قرط الجزمي
تحت ظل الحياة والموت معاً
[فضفضة شخصية خاصة]هذا العام نكسة روحية ومادية في حياتي.أنا أكثر الناس إيماناً وتفاؤلاً بالحياة، رغم شظف العيش وسوء الحال، لكن من منا لا يلاقي مطبات في حياته توقفه بين الحين والآخر؟.. اعتدتُ أن توقفني الكثير من المطبات، لكن كلها تمضي مع الزمن كأنها لم...
قراءة المزيد
شعور من نور
شعور من نور
"الضوء الباهر يصرع نوازع الشر" نجيب الكيلانيلا أعلم هذا الشعور الذي يقودني إلى لا شيء... ما زال متشبثا بثوب النور، حتى حين يُرمى بالظلام، إنه يقف على حافة المجابهة، لكن تفكيره ما زال قابعا ومنزويا تحت ظل النور، يزرع الحِلم بماء الضمير؛ فيتقهقر متراجع...
قراءة المزيد
رواية: ذئب البراري هرمان هيسه
ثنائية الإنسان والذئب داخل الكيان البشري
"هذا المسرح السحري للمجانين فقط، ثمن دخولك.. عقلك".كم جرعة من المعرفة تلزم الإنسان ليحقق كينونته أثناء إقامته على الأرض؟وهل الإدمان ضررٌ محضٌ، حتى وإن كان هوساً بالثقافة والعلم والفنون؟ألا يمكن أن تكون السعادة في الضفة الأخرى من عزلة المثقف؟ألا يمكن ...
قراءة المزيد
كتاب: كل شيء لم أخبرك به
كان يجب أن تتزوجي شخصاً أكثر شبهاً بك
العنوان: كل شيء لم أخبرك بهالكاتبة: سيليست إنجالمترجمة: إكرام صغيريدار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيعالتقييم: خمس نجومنبذة:طوال الوقت الذي عاشاه معًا، كان الأبيض لا يعدو أن يكون مجرد لون للورق، والثلج، والسكر. وكانت نسبة شيء ما إلى الصين -إذا حدث وأ...
قراءة المزيد
الأصل دان براو ن
المراجعة الثانية لرواية الأصل
هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة«مائدة الكتب»يستمر دان براون الإبحار بنا في رحلة التشويق من خلال بطله الدائم للسلسله؛ البروفيسور (لانجدون)، أستاذ الرموز بجامعة هارفارد، وهذه المرة من خلال حل لغز جريمةٍ تقع في حفل أقيم في متحف الفن الحديث بمدينة...
قراءة المزيد
العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا
التاريخ، محطات نفخر بها
«التاريخ العُماني،..» هكذا وصفته الدكتورة هدى الزدجالية وهي تهديني كتابها، «محطاتٌ نفخر بها، منها سلطنة زنجبار».صدر كتاب "العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا" للدكتورة هدى الزدجالية، بطبعته الأولى عام 2021، عن الجمعية العمانية للكتَّاب وا...
قراءة المزيد

ذات أفنان

تابعونا حتى تصلكم أخبارنا