عربتك
Loading

الوهم: الأُثفية الثالثة

‹‹لماذا تقرأ القصص والروايات؟››

السؤال الأزلي الأبدي الذي يتلقاه كلُّ قارئ، فضلاً عن الكاتب الذي هو المسبب الأول لهذه الرذيلة المنتشرة في المجتمعات التي تدَّعي الثقافة.. يرى السائلُ أن الروايات والقصص مجرد خيال لا فائدة منه، مضيعة للمال، مضيعة للوقت.. تغييب؛ الكاتب يرسم الوهم، والقارئ يُغيَّب فيه.

لو صدق السائل فنحن في مشكلة كبيرة؛ القصص تغييب، الأفلام تغييب، الفنون والرسوم تغييب، وبرامج تصميم الصور مثل الفوتوشوب تغييب.. الإبداع الذي نُصفِّق له سيسقط كثيرٌ من أشكاله في بئر التغييب هذا، حتى الطُّرَف والنُّكت تغييب، إذ نحن نضحك على شيء خارجٍ عن حدود الواقع، مجرد حكاية مُختلقة تُخرجنا عن عالمنا، بكل ما فيه من تراجيديا، فنضحك غائبين عن حياتنا التي نحياها.

فإذا تعمقنا في الأمر أكثر لتساءلنا: لماذا نحلم؟ الله سبحانه وتعالى خلق لنا الواقع، ثم حينما ننام يُرسلنا إلى عالم آخر مليء بالخيال، هل الأحلام مضيعة للوقت أيضاً؟ تغييب؟!

الروائي المصري خيري شلبي له رأي في الخيال، يقول: ‹‹الخيال لا يعني تأليف شيء من العدم، أو تخيُّل عالم بأكمله من الفراغ، إنما الخيال هو عمق الإحساس بالتجربة المعيشة، سواءً عاشها المرء بنفسه، أو عايشها عن كثب››.. معنى كلامه أن الخيال ليس وهماً، إنما هو إسقاط على الواقع بطريقة حسيَّة.

ليس وهماً؟ أليس الخيال هو الوهم؟ ما الفرق بينهما إذن؟

بعض الصقور وهي تطير عالياً تلمح ظِلَّها على الأرض، فيُهيًّأ لها أنها فريسة تركض، تنقضُّ عليه ثم تكتشف سذاجتها.. هكذا يمكننا التفرقة بين الخيال والوهم فنصف الخيال أنه ظِلُّ الصقر، وما تبادر إلى ذهنه هو الوهم.

الوهم يظهر جليًّا في المدمن يبحث عن السعادة في ما يتعاطاه.. الوهم في الجنس الكتابي الذي يمارسه البعض عبر الرسائل الإلكترونية، يحاولون تفريغ طاقات مُهدرة.. الوهم فيما يزرعه الإرهابيون في عقول شبابنا أنَّ الجنة تكمن وراء عملية انتحارية، ثم مصيرك الخلود والحور العين وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. الوهم مرضٌ.

في فيلم ‹آسف على الإزعاج›، يرى أحمد حلمي والده، يجالسه ويحادثه ويستمع إلى نصائحه التي لا تنتهي، كل هذا ليس حقيقيًّا، فأبوه ميت، هذا هو الوهم، مرض يسيِّر حياتك إلى خراب.. سمبا الأسد أيضاً يرى أباه الميت، يجالسه ويحادثه ويستمع إلى نصائحه التي لا تنتهي، لكن هنا لا نقول إن أباه وهم، بل هو خيال، وليس الخيال مرضاً، بل لقد اكتسب سمبا قوته من هذه اللقاءات بينه وبين والده.. حينما تصنعك اللا حقيقة عندها هذا وهم، وحينما تصنع أنت هذه اللا حقيقة يكون خيالاً.. الخيال حالة صحية، يعرف المتخيِّل أنه ليس حقيقيًّا، على خلاف المتوهم لا يدرك أن هذا الأمر ليس واقعاً.. إن كلمة (اتهام) جاءت من الوهم؛ لذلك المتهم في القانون بريء حتى تثبت إدانته.

نعود إلى سؤالنا الأول: لماذا نقرأ القصص والروايات؟

هذه الأعمال الأدبية ليست وهماً، لو كانت وهماً فهي تغييب بالفعل، لكنها خيال، والخيال غدة إيجابية في روح الإنسان، لو كانت للأرواح غدد فالخيال أهم غددها.. الواقع وحده لا يكفي، نحن بحاجة إلى ما هو أعمق من الواقع كي نحيا بما يليق بنورانية أرواحنا، يصف الشاعر فاروق جويدة هذا الأمر فيقول: ‹‹إن الخيال هو الحلم بشيء أفضل من الواقع، والذين لا يفكرون في غير واقعهم لا يرون شيئاً غير أقدامهم، وعادةً ما يسقطون››.. لهذا خُلق لنا الخيال، لهذا خُلقت لنا الأحلام، كم هو بائس أن نعيش الواقع فقط، مع قسوة النهار الطويل نحتاج إلى ليل هادئ يربِّت بيده على أرواحنا، هكذا كانت رحمة الله بأبطال معركة بدر أن جعلهم يحتلمون قبل المعركة، الاحتلام لم يكن وهماً، كان خيالاً زرع في قلوبهم الثبات والطمأنينة والهدوء.. اقرأ قصة خيالية، ثم انهض وواجه معركة واقعك بثبات، وثقة، وبحرٍ هادئ من الطمأنينة.

الحبيب الذي يتخيَّل وجه حبيبته الغائبة على وجه القمر كلما اشتاق إليها، أو على سطح قهوته كلما ارتشف منها رشفة، الطفل الذي يتخيَّل أنه بطل يصرع أعداءه، قوي يهزم الأشرار، القارئ الذي يقرأ قصة ويرى نفسه في شخصية القصة بعبقريته أو بفكاهته أو بجاذبيته أو بجرأته.. كل هذا خيال، لكنه خيال إيجابي يقود إلى شكل من أشكال السعادة التي يبحث عنها كلٌّ بحسب طبيعته.

هذا هو الخيال، لماذا خُلق الوهم إذن؟

قديماً كانت العرب إذا جاعت وبكى أطفالهم من الجوع، يضعون في القدور حجارة ويشعلون تحتها النار، يوهمون أطفالهم أنهم يطبخون، يهدأ الأطفال فينامون.. الوهم الذي نصنعه في عقول الآخرين هو الوهم الإيجابي، أما الوهم الذي نزرعه نحن بأنفسنا في عقولنا فهو السلبي المرفوض، تماماً كقصة سجين لويس الرابع عشر.

زار الإمبراطورُ أحدَ سجنائه المحكوم عليهم بالإعدام، أعطاه فرصة للنجاة من الموت إذا هو استطاع الخروج من الزنزانة قبل شروق الشمس؛ هناك مخرج وحيد عليك العثور عليه.. وطوال الليل لم ينم السجين، بحث في كل أرجاء الزنزانة عن هذا المخرج، تحسس كل طوبة في الجدار وفحص كل زاوية، لكنه لم يعثر على شيء ألبتة، إلى أن جاء الصباح.. عند شروق الشمس جاءه الإمبراطور ليخبره أن باب الزنزانة كان مفتوحاً طيلة الليل، كل هذا والسجين يتوهم أن الباب مغلق.. هذا هو الوهم السلبي الذي صنعه السجين بنفسه في نفسه.

نعود من جديد إلى الوهم الإيجابي.

إيميل كوي صيدلاني فرنسي، جاءه مريض يتألم، ولم يكن لدى الصيدلاني علاج لآلامه، فاعتذر، لكن المريض ألحَّ على الصيدلاني أن يتصرَّف، فالآلام لا تُحتمل، هكذا اضطرَّ كوي إلى خداع المريض كي يتخلَّص منه، أمره أن يحضر بعد ثلاث ساعات ريثما يجهِّز له الدواء.

خرج المريض من الصيدلية، في حين عمد الصيدلاني إلى مختبره، جهَّز أقراصاً من السُّكر موَّهها كي تبدو على هيئة دواء، لما حضر المريض استلم دواءه ورحل.. بعد فترة ساعات عاد المريض يشكره وقد شُفي تماماً من آلامه.

إيميل كوي هذا هو أول من استخدم دواء بلاسيبو Placebo ما عُرف لاحقاً بالعلاج الوهمي، يعتمد على خداع الطبيب لمرضاه بمواد غير ضارة، توهم المريض أنه علاج ودواء مفيد لمرضه، ومن جراء هذا الوهم يتعالج نفسيًّا، وأكثر استخدامه لمرضى الاكتئاب، والقولون، والشلل الارتعاشي الباركنسون، وغالباً ما ينجح هذا العلاج لدى كثير من المرضى.

هناك هذا المقطع في كتاب ‹الأحلام› للكاتب مصطفى محمود، يقول فيه: ‹‹مشكلته أنه لا ينام، يقضي ليالياً بطولها مؤرقاً لا يذوق النوم، يصرخ أن أعطيه أقراصاً منومة، ومن عاداتي أن أعطيه أقراصاً من النشا، أقول له إنها أقراص شديدة المفعول، وهى نفس الطريقة التي يستخدمونها في العيادات النفسية.. ويبتلع الأقراص المزيفة، وبعد دقائق تثقل أجفانه، وبعد دقائق أخرى يزحف النوم إلى عينيه، ويغط في سبات عميق، ليس بمفعول الأقراص، ولكن بمفعول الوهم.. إنَّ مرضه وهم، ودواؤه وهم، وهو نفسه وهم، وكلنا أوهام، أوهام تعسة كبيرة››.. الدكتور مصطفى يفسر لنا، في مقطعه هذا، دواء بلاسيبو في أوضح أشكاله.

لكن هل العلاج الوهمي هذا يتماشى مع أخلاقيات الطبيب؟

الجواب معقَّد بعض الشيء.. بلاسيبو كما هو واضح علاج غير أخلاقي، يعتمد على الخداع والكذب أمام مريض ائتمنه، ومن جهة أخرى عدم اللجوء إليه لا أخلاقي كذلك، إذ من حقه أن يسيء إلى صحة المريض.. هكذا اختلف الأطباء في تصنيف أخلاقيته، والبعض أرجعه إلى أمانة الطبيب وصدقه، وإيمانه بفعالية دوائه.

هناك ما هو عكس بلاسيبو هذا، يُطلق عليه اسم نوسيبو Nocebo أو ما عُرف بالوهم المرضي، وهو أن يتناول المريض طعاماً عاديًّا، أو حتى دواءً نافعاً، لكنه يتوهم أن هذا الطعام أو هذا الدواء سوف يُمرضه، فيمرض بالفعل.

إن لعبة الوهم مستمرة، ما بين إيجابياته وسلبياته، كما تلاحظون.

روَّاد البرمجة اللغوية العصبية ومحاضرو التنمية البشرية يتاجرون، في كثيرٍ من الأحيان، بالوهم كذلك، مثل أن ينصحون الضعيف كي يردد: ‹‹أنا قوي››، والفقير كي يردد: ‹‹أنا غني››، والفاشل يردد: ‹‹أنا ناجح››، وهكذا، متجاهلين بهذا فلسفة (اعرف نفسك) التي نادى بها سقراط، هذه الكلمات الوهمية لن تغير من حياة الضعيف ولا الفقير ولا الناجح، بل على الضعيف أن يقوِّي نفسه، والفقير أن يعمل ليكسب الرزق، والفاشل أن يبحث عن مجال آخر يتقنه بدلاً من التخبط في الأمر الذي لا يبدو أنه من اختصاصه.. على القط أن يعرف أنه قط، لا معنى لإيهامه أنه أسد، هذا يجعله يتجوَّل في الغابة ملكاً وهميًّا، سيتعرض للسخرية من بقية الحيوانات، وربما للعقاب كذلك من الضواري.

التحفيز لا يأتي بالوهم، التحفيز يتطلب أن نعرف حقيقتنا وقدراتنا، وأن ندرك أين نحن مما نحن فيه.

خُلاصة حياتنا فوق أثافي الواقع والخيال والوهم هي أنَّ الحياة الحقيقية تقتضي خروجنا من واقعنا قليلاً بالخيالِ كنوعٍ من الترفيه، لكن لا نبتعد عنه كليَّةً فيصيبنا الوهم والوهن.

آخر المقالات

مقالة: الحرب العالمية الثالثة، بقلم: محمد قرط الجزمي
الحرب العالمية الثالثة
الحقيقة (وهذا رأيٌ شخصيٌّ، أكثر منه قول خبير) أنه ليس هناك احتمالٌ لاندلاع حرب عالمية ثالثة قريبة؛ لأن العالم - ببساطة - غير مستعد لهذه الخطوة، ولأن العصر الذي نعيش فيه الآن يجعل نشوب حرب كبرى كهذه خسارة فادحة على الجميع، في ظل شعوب تهدف إلى التطور ...
قراءة المزيد
مقالة: هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة/ بقلم: مياء الصوافية
هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة
عندما يكون الدين هو الوجهة الأولى لفكر الإنسان، والمحرك الأسمى لتكوين الدولة ذات المنهج الصحيح، والتنظيم الساعي لحماية كرامة الإنسان دنيويا وأخرويا؛ لأجل هذا كانت الهجرة النبوية الشريفة؛ هجرة النبي الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) من مكة ...
قراءة المزيد
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات/ لقلم: هند سيف البار
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات
تفَقُّد هواتفنا المحمولة هو أول ما نفعله عادةً بعد الاستيقاظ من النوم، بُغية معرفة الوقت، لكن ينتهي بنا الأمر في أحيان كثيرة إلى استعراضِ جميع مواقع التواصل، والردِّ على كل صديق وغريب، والثناءِ على مجموعةٍ من الصور وذمِّ أخرى، وتأييدِ فكرةٍ ومعارضةِ...
قراءة المزيد
وضع ضفدع في قدر به ماء يغلي
الضفدع في الماء المغلي
هنالك تلك القصة المأساوية عن الضفدع المسكين الذي وضعه العلماء في قِدْرٍ به ماء، فبقي مستقرًا مكانه، ثم إنهم بدأوا يغلون الماء فارتفعت درجة الحرارة ببطء، لكن الضفدع بقي مكانه لم يتحرك، زادت الحرارة حتى وصلت إلى درجة الغليان.. مات الضفدع ولم يقفز من م...
قراءة المزيد
هل تمانع أن نلتقط صورة معاً؟/ بقلم: محمد قرط الجزمي
هل تمانع أن نلتقط صورة؟
نفرح كثيراً حين تقع أيدينا على صور قديمة لمنطقتنا، أو لأنفسنا وأهلينا، ذلك أنه قديماً لم تكن ثقافة التصوير حاضرة، والكاميرات اختراع نادر، ثم حينما وصلت الكاميرات صار الناس يستخدمونها إما على استحياء، أو على خوف.لهذا قليلة هي الصور التي نملكها عن المن...
قراءة المزيد
أسرار الأبواب الخلفية/ بقلم: محمد قرط الجزمي
أسرار الأبواب الخلفية
في فرنسا المحتلَّة، أيام الحرب العالمية الثانية، دخل جنديٌّ ألمانيٌّ مقهىً يحمل اسم ”الملاذ الصغير“ (Le Petit Refuge)، وجلس يحتسي القهوة، فسأل: «لماذا لديك باب خلفي في المقهى يا هنري؟»، أجابه هنري دوبوا، صاحب المقهى: «لإخراج القمامة يا سيدي، فليس من ...
قراءة المزيد
المسرح يتكلم كلَّ اللغات/ بقلم: محمد قرط الجزمي | مهرجان المسرح العربي
المسرح يتكلم كلَّ اللغات
اللغة المهيمنة في المسرح دائماً، من جهة الجمهور، هي لغة التأويل.وإذ نتحدث عن التأويل المسرحي فإننا نتحدث عن شكل من أشكالِ التأويلِ معقدٍ بعض الشيء، فأنت تُؤول كل أداة من أدوات المسرح على حدة، تأويلات مختلفة، ثم تجمع تلك الأدوات في قالب واحد وتخرج بتأ...
قراءة المزيد
ماكينة الخياطة التي أنقذتني/ بقلم: ولاء عبد الرحمن | حلم ماكينة الخياطة/ بقلم: بيانكا بيتسورنو | ترجمة: وفاء عبد الرؤوف البيه
ماكينة الخياطة التي أنقذتني
في إحدى قرى ومدن جنوب إيطاليا، وفي زمن بين الحربين العالميتين، تدور أحداث هذه الرواية.بيانكا بيتسورنو كاتبة إيطالية تشتهر بكتابتها للأطفال والشباب، وتعتبر من أهم المؤلفين في هذا المجال. ولدت في الثاني عشر من أغسطس عام ١٩٤٢، في مدينة سسارة. درست علم ا...
قراءة المزيد
تحت ظل الظلال/ محمد قرط الجزمي - ولاء عبد الرحمن
إلى متى سنسمح للظلال بأن تتحكم بنا؟!
بين براعة الكاتب، وسعة اطلاعه، والتشويق والإمتاع في الأسلوب، تنبثق هذه الرواية العظيمة. رواية من أدب الخيال العلمي، ستتفاجأ أن كاتبها عربي، وتحديدًا من سلطنة عُمان. رواية تتجاوز صفحاتُها الستمائةَ صفحة، صدرت عام 2022م، من إصدارات دار الفكر.تدور أحداث...
قراءة المزيد
جذور التربية مرة، ولكن ثمارها حلوة/ بقلم: مياء الصوافية
جذور التربية مُرة، ولكن ثمارها حُلوة
عنونتُ مقالي بهذا القول المشهور؛ فجذور الشجر في الغالب مُرة، ولكنها مع مرور الزمان تنمو شجرا مباركا يؤتي أكله طيبا حيثما كان ويكون.كذلك هي تربية الأبناء تحتاج من الجهد الكثير، ومن الصبرِ والحلمِ سعةٌ حتى تشب سواعدهم، ويظهروا على ساحات مجتمعاتهم بانين...
قراءة المزيد
حتى أنت يا بروتس؟!/ بقلم: محمد قرط الجزمي
حتى أنت يا بروتس؟!
بيتُ شعرٍ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه:إنما الدنيا كبحرٍيحتوي سمكاً وحوتليس لمجرد أن البحر جميل وفيه سمكٌ لطيف، معنى ذلك أنك ستنزل فيه تسبح وتستمتع كأنك في الجنة، كلا، ثمة حيتان من الممكن أن تأكلك من الخطأ أن تأمنها، إنَّ نظريتك في أن الحوت...
قراءة المزيد
فجلست تبكي معي/ بقلم: محمد قرط الجزمي
فجلست تبكي معي
يقال إنه حين تقابل موجوعاً في مشاعره، لا تحادثه بالعقل ولا بالمنطق، بل المواساةُ المطلوبةُ هي أن تحدِّثه بلغة القلوب؛ لمسةٌ حانيةٌ أو أذنٌ مصغيةٌ، وربما لو تنهَّدتَ في حضرته لارتاح قلبُه مع سماعه لتنهيدتك، إذ سيشعر أن هناك من يحس بألمه، وهذا يكفيه.إن...
قراءة المزيد
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب بقلم محمد قرط الجزمي
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب
الثقافة، بمعناها المادي، ليست درجة علمية كالأستاذية والدكتوراة، وليست درجة تعليمية يحصل عليها المرء فيتباهى بها، إنما هي صفة شخصية فردية، مستقلة عن محيطه، يتصف بها الفرد فتظهر في سلوكه.. أقول ”مستقلة عن محيطه“ وأعني بها عدم التبعية، وليس الانعزال عن ...
قراءة المزيد
تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء بقلم آية سامي الشيخ
‎⁨تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء⁩
* نظرة نقديّة..عزيزي القارئ أعتذر مقدّماً عن خيبةِ أملك بالثقافةِ المعاصرة..ثقافتنا اليوم لزجة سريعة الانزلاق، قوامها زيتي معدوم المقاومة، من سار على أرضيّتها انزلق، ومن غاصَ فيها غرق؛ لكنّي لستُ ممن يؤمنون بالتعميم، أؤمن بالقلّةِ القليلة الصّادقة، ا...
قراءة المزيد
المجتمعفوبيا بقلم: آية سامي الشيخ
المجتمعفوبيا
الإنسان كالبحر، كالأرض، كائن مليء بالأسرار، إذا غُصت في أعماقه كباحثٍ ستجد كنوزاً ثمينة؛ أو ربّما أوطاناً مدمَّرة..ولا بدَّ من ترميم تلك الأوطان بأيادٍ خبيرة وفذة؛ لتزيل الدمار وتضع أساساً قويّاً متيناً من جديد، وهنا يأتي دور الصحّة النفسية..إنَّ الأ...
قراءة المزيد
مطحون يأكل من الدهر ويشرب/ محمد قرط الجزمي
مطحونٌ يأكل من الدهر ويشرب
جرى حوار بين رجل مطحون وغراب.المطحون يسأل: «ما فائدة وجودنا في هذه الحياة؟»، فيجيبه الغراب: «إننا نحيا كي نستمتع»، فيقول المطحون بلسان حاله: «كيف؟ هذا صعب، الحياة مقيتة جدًّا، والألم لا يتوقف مع مرور الزمن، فمن سرَّه زمنٌ - كما يقول أبو العتاهية في ش...
قراءة المزيد
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين/ محمد قرط الجزمي
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين
الأكل ثقافة محترمة، مثله مثل الفكر والفنون والرياضة، بل إن ثقافة الأكل تفوق في بعض الأحايين بقية الثقافات الأخرى، ونلاحظ ذلك في كثرة المطاعم مقارنة مثلاً بالمكتبات والمؤسسات الثقافية، بل إن المحاضرات والندوات تعقبها دائماً جلسات أكل، وكثير من اجتماعا...
قراءة المزيد
القارئ أنانيٌّ بطبعه/ محمد قرط الجزمي
القارئ أنانيٌّ بطبعه
الأنانية صفة سيئة، تجعل المرء يفكر في نفسه فقط على حساب الآخرين، هي لا تشبه الطموح والمنافسة في شيء، الطَّموحون والمنافسون ينفعون أنفسهم ويَسْمُون بإنجازاتهم، لكن الأناني يصعد على أكتاف الآخرين؛ يسيء إليهم، وقد يضرهم، فقط من أجل أن يتفوق هو ويعتلي من...
قراءة المزيد
حيلة الأنا/ جوليان باغيني
قليل من الفلسفة لن يقتلنا!
كتب الفيلسوف الإيرلندي، الأسقف بيركلي، ذات مرة قائلاً: "أثار الفلاسفةُ غباراً، ثم اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الرؤية".وقد زادت آثار خطوات علماء النفس والطبيعة وعلماء الدين وعلماء الاجتماع أيضاً من كثافة سحابة الغبار التي تحجب نظرتنا للذات، فالذوات كال...
قراءة المزيد
محمد قرط الجزمي
تحت ظل الحياة والموت معاً
[فضفضة شخصية خاصة]هذا العام نكسة روحية ومادية في حياتي.أنا أكثر الناس إيماناً وتفاؤلاً بالحياة، رغم شظف العيش وسوء الحال، لكن من منا لا يلاقي مطبات في حياته توقفه بين الحين والآخر؟.. اعتدتُ أن توقفني الكثير من المطبات، لكن كلها تمضي مع الزمن كأنها لم...
قراءة المزيد
شعور من نور
شعور من نور
"الضوء الباهر يصرع نوازع الشر" نجيب الكيلانيلا أعلم هذا الشعور الذي يقودني إلى لا شيء... ما زال متشبثا بثوب النور، حتى حين يُرمى بالظلام، إنه يقف على حافة المجابهة، لكن تفكيره ما زال قابعا ومنزويا تحت ظل النور، يزرع الحِلم بماء الضمير؛ فيتقهقر متراجع...
قراءة المزيد
رواية: ذئب البراري هرمان هيسه
ثنائية الإنسان والذئب داخل الكيان البشري
"هذا المسرح السحري للمجانين فقط، ثمن دخولك.. عقلك".كم جرعة من المعرفة تلزم الإنسان ليحقق كينونته أثناء إقامته على الأرض؟وهل الإدمان ضررٌ محضٌ، حتى وإن كان هوساً بالثقافة والعلم والفنون؟ألا يمكن أن تكون السعادة في الضفة الأخرى من عزلة المثقف؟ألا يمكن ...
قراءة المزيد
كتاب: كل شيء لم أخبرك به
كان يجب أن تتزوجي شخصاً أكثر شبهاً بك
العنوان: كل شيء لم أخبرك بهالكاتبة: سيليست إنجالمترجمة: إكرام صغيريدار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيعالتقييم: خمس نجومنبذة:طوال الوقت الذي عاشاه معًا، كان الأبيض لا يعدو أن يكون مجرد لون للورق، والثلج، والسكر. وكانت نسبة شيء ما إلى الصين -إذا حدث وأ...
قراءة المزيد
الأصل دان براو ن
المراجعة الثانية لرواية الأصل
هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة«مائدة الكتب»يستمر دان براون الإبحار بنا في رحلة التشويق من خلال بطله الدائم للسلسله؛ البروفيسور (لانجدون)، أستاذ الرموز بجامعة هارفارد، وهذه المرة من خلال حل لغز جريمةٍ تقع في حفل أقيم في متحف الفن الحديث بمدينة...
قراءة المزيد
العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا
التاريخ، محطات نفخر بها
«التاريخ العُماني،..» هكذا وصفته الدكتورة هدى الزدجالية وهي تهديني كتابها، «محطاتٌ نفخر بها، منها سلطنة زنجبار».صدر كتاب "العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا" للدكتورة هدى الزدجالية، بطبعته الأولى عام 2021، عن الجمعية العمانية للكتَّاب وا...
قراءة المزيد

ذات أفنان

تابعونا حتى تصلكم أخبارنا