عربتك
Loading

عادوا فأخبرونا

عالم الرحلات عالم رائع برَّاق، علينا أن نَلِجَهُ وأن نستفيد منه، كما وَلَجَهُ واستفاد منه أسلافنا ومن سبقونا من الرحَّالة الشهيرين.. يكفي السفرَ أنه ما سُمِّي بهذا الاسم إلاَّ لأنه يُسْفِرُ عن أخلاق الأصحاب والرفاق، ويفضح معادنهم.

حتى ديننا الحنيف يحثنا على السفر، كما في قوله تعالى: {قُلْ سِيْرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ}، وقال جلَّ وعلا: {قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَتْ عَاقِبَةُ المُكّذِّبِينَ}.. والآيات كثيرة في هذا الشأن.

وإذا تمعَّنا في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيْرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوْبٌ يَعْقِلُوْنَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنْهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}؛ لو تمعنَّا في هذه الآية لرأينا أن السير في الأرض (وهو بمعنى السفر والتأمل) من أسباب نقاء بصيرتنا للأمور من حولنا، وفهمنا الحق من الباطل، وإلاَّ ما قرن الله تعالى بين السير في الأرض وبين التبصرة!

والمتمعن في التاريخ القديم، يجد أن السفر كان حاجة الحكماء والعقلاء والأدباء، فها هو (بيدبا)، الفيلسوف الهندي، يطلب منه الملك (بشليم) أن يجمع له الحِكَمة في كتابٍ، فسافر دهراً من الزمن يجوب الأقطار، ثم عاد ليؤلف مجموعة من القصص بألسنة الحيوانات في كتابه الأشهر [كليلة ودمنة]، وهو الكتاب الذي ترجمه فيما بعد الأديب البليغ (ابن المقفع) إلى اللغة العربية.

وعلى الرغم من اختلاف الآراء في من هو مؤلف الكتاب الحقيقي، فالبعض يؤكد أن ابن المقفع نفسه هو المؤلف، ولكنه وارى الأمر بهذه القصة عن (بيدبا)؛ إلاَّ أن وجود القصة بحدِّ ذاته دليل على أن السفر له شأن عظيم في ترسيخ العقول واكتساب الحكمة، لذلك نشأ أدبٌ خاصٌّ له، أُطلق عليه اسم: (أدب الرحلات).

وأدب الرحلات هذا من أجمل وأمتع الفنون، وأكثرها فوائد وفرائد!

وربما من بين جميع الشعوب، كان أشهر رحلات الشعوب هي رحلات اليهود من بني إسرائيل، ولعلَّ قصة هجرة سيدنا موسى عليه السلام مع قومه هي أشهرها على الإطلاق، ابتداءً من هروبهم من فرعون الذي أغرقه اللهُ وجندَه في اليَمِّ، مروراً بعبادتهم للعجل ورفعِ جبلِ الطُّورِ فوقهم، ومن ثم مرحلةِ التِّيهِ التي مروا بها أربعين سنة قبل أن يصلوا إلى فلسطين.

 هكذا نجد أنه حتى القرآن الكريم قد تطرَّق كثيراً إلى إخبارنا عن حوادث كثيرة فيها ترحال وسفر وهجرة، منها قصة الرحلة التي قام بها موسى عليه السلام مع الرجل الصالح الذي قيل إن اسمه (الخضر)، ومنها قصة ذي القرنين الشهيرة في سورة الكهف، الذي عبر الدنيا شرقاً وغرباً، وقيل بأنه هو نفسه الإسكندر الأكبر، وكذلك إبراهيم عليه السلام الذي هاجر بعدما حاجَّ قومه في وحدانية الله، وعجزوا عن إحراقه، وكان معه ابن خالته (لوط) عليه السلام.. ولا ننسى كذلك ذكر القرآن الكريم لقريش ورحلتهم التي كانوا يرتحلونها للتجارة إلى بلاد الشام، الشهيرة برحلة الشتاء والصيف.. وأشرف الهجرات هي الهجرة النبوية للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه من مكة إلى المدينة.

والعلماء المسلمون كذلك ارتحلوا طلباً للعلم، ومنهم من زار اليونان طلباً للفلسفة.. اليونانيون أنفسهم هاجر كثيرٌ منهم إلى الجزيرة العربية بحثاً عن العلمِ وتعلمِ العربية، حينما كان العرب في أوج قوتهم علميًّا وحضاريًّا.

لولا أهمية السفر والرحلات لدى الإنسان ما كانت كل هذه الرحلات، ولا ذُكرت في أجلِّ كتابٍ، ولا أرهق الإنسانُ قديماً وحديثاً نفسه وأهله، ولا عاش غريباً فترات من عمره بعيداً عن أحبابه وذويه.

ولا ننسى قصة الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً، ثم أتمها بمئة؛ حينما سأل التوبةَ نُصح بالهجرة إلى بلدٍ أهلُه صالحون.

وفي تاريخنا الإسلامي الكثير من الرحَّالة العرب والمسلمين، الذين تركوا لنا كنوزاً من أدب الرحلات، مثل: ابن بطوطة، والمسعودي، والمقدسي، والإدريسي، والمؤرخ عبد اللطيف البغدادي، والبيروني.. كل هؤلاء وغيرهم كثيرون، قضوا من عمرهم زمناً ليس هيناً في ترحال وسفر، ليحققوا مقاصد مختلفة، ثم عادوا بمغانم أكثر مما كانوا أنفسهم يتوقعون.

وحتى في العصر الحديث هناك كثيرون خاضوا عباب بحر الرحلات، ورجعوا لنا بكنوز عظيمة، وربما كان أشهرهم هو المصري (رفاعة رافع الطهطاوي)، الذي ذهب إلى عاصمة فرنسا (باريس)، عاش هناك فترة من الزمن، ثم عاد وجلب معه حضارة بأكملها من العلوم والمفاهيم المبهرة، حتى إنَّ مصطلحات ومفردات وعادات فرنسية كثيرة انتشرت في مصر من بعده، لم تنتشر إلاَّ بسببه.

وهناك الأديب والفيلسوف المعاصر (أنيس منصور) رحمه الله، الذي سافر حول العالم في 200 يوم، كان خلالها يرسل مذكراته عبر البريد، تُنشر مباشرة في جريدة مصرية.

وليس العرب هم وحدهم الذين جابوا الأقطار شرقاً وغرباً، بل هناك من الغرب من لهم باع طويل في هذا الشأن، وربما تفوَّقوا على العرب كذلك، منهم على سبيل المثال: الإيطالي (ماركو باولو)، والإنجليزي (تشارلز داروين)، والفرنسي (أندريه جيد)، والأمريكي (أرنست هيمنجواي)، وكذلك الفرنسي (شارل هوبر)، وغيرهم آخرون.

وكثيرون لم يكتفوا بالواقع المُعاش حتى يسطِّروا لنا منه حوادثَ وأحوالَ الرحلاتِ منه، بل هناك أدبٌ خياليٌّ في هذا الشأن، مثل الرحلات الجمَّة الكثيرة التي لم تخلُ منها قصص (ألف ليلة وليلة)، من أمثال قصة الشاب البحار (السندباد) ورحلاته السبع، وقصة الإسكافي، وغيرهما.. وهناك أيضاً الملاحم التاريخية الشهيرة، كملحمة (الأوديسا) الإغريقية، وملحمة (جلجامش) البابلية، وملحمة أبو زيد الهلالي العربية، حتى رواية (أرض السودان) للكاتب أمير تاج السر هي من أدب الرحلات المتخيلة.. كل هذه، وغيرها الكثير، لم تخلُ من هذا الأدب الممتع العجيب.

كلنا من الممكن أن نكون هؤلاء الرحالة العُظام، وأنا أدعوكم من هذا المنبر إلى الترحال والسفر بقدر استطاعتكم، فالسفر ــ كما أسلفنا ــ ذو فوائد جمة عظيمة، أليس الشافعي يقول:


سافر تجد عِوَضاً عمن تفارقه

وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصَبِ

إني رأيت ركود الماء يفسده


إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ

والأُسدُ لولا فراق الغاب ما افترست

والسهمُ لولا فراق القوس لم يُصبِ


والشمسُ لو وقفت في الفُلْك دائمة

لملَّها الناس من عجم ومن عربِ

والتِّبرُ كالتُّرب مُلقىً في أماكنه


والعودُ في أرضه نوعٌ من الحطبِ

فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبه


وإن تغرَّب ذاك عزَّ كالذهبِ


سافروا وارتحلوا، ثم إنكم إذا عدتم من رحلاتكم، أخبرونا بتجاربكم هناك.

هم عادوا فأخبرونا.. ابن بطوطة في رحلاته كان يكتب مذكراته، وقد مزَّقها الهنود كلها، لكنه عاد وكتبها من جديد بصبر وإصرار، وحينما رجع إلى مسقط رأسه (طنجة)، ألَّف كتابه الشهير [تحفة النُّظَّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار].. (بيدبا) كما قلنا، عاد من رحلته فكتب [كليلة ودمنة].. المسعودي ألَّف [مروج الذهب].. المقدسي كتب [أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم].. الإدريسي كتب [نزهة المشتاق في اختراق الآفاق].. البيروني كتب [تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة].. وأما رفاعة الطهطاوي فقط ألَّف كتاباً عنونه بـ[تخليص الإبريز في تلخيص باريز]..

وربما كان أغزر الكُتَّاب تأليفاً في هذا الخصوص هو الفيلسوف (أنيس منصور)، الذي كتب عن رحلاته الخاصة ورحلات الآخرين في كتب متفرقة، منها: [أعجب الرحلات في التاريخ]، [حول العالم في 200 يوم]، [بلاد الله خلق الله]، [اليمن ذلك المجهول]، وكذلك [أطيب تحياتي من موسكو].

كل هؤلاء سافروا ورحلوا، ثم عادوا وأخبرونا بما جرى لهم هناك وحدث، ولستُ أدعوكم إلاَّ أن تحذوا حذوهم في هذا.. لستُ أطلب منكم تأليف كتب أو مقالات، ولا إلقاء محاضرات وندوات، ولكن يكفي أن تتحدثوا عن رحلاتكم إلى من حولكم، وأن تخبروهم بما رأيتم وبما سمعتم.. أخبروا أصحابكم وأقرباءكم ومعارفكم، فليس أجمل من أن نسافر ونرجع بهدية لمن نحب، وهل أجمل من معارفنا وتجاربنا نهديها لمن نحب؟!

وأما كاتب المقال، فلم يسافر كثيراً، كل أسفاري كانت إلى بعض دول الخليج، وإيران، وتايلند، وسريلانكا، واقتربتُ من اليمن كثيراً، لكنني لم ألجه..

في المقال القادم بإذن الله سأحدثكم عن رحلتي إلى تايلند.

آخر المقالات

مقالة: الحرب العالمية الثالثة، بقلم: محمد قرط الجزمي
الحرب العالمية الثالثة
الحقيقة (وهذا رأيٌ شخصيٌّ، أكثر منه قول خبير) أنه ليس هناك احتمالٌ لاندلاع حرب عالمية ثالثة قريبة؛ لأن العالم - ببساطة - غير مستعد لهذه الخطوة، ولأن العصر الذي نعيش فيه الآن يجعل نشوب حرب كبرى كهذه خسارة فادحة على الجميع، في ظل شعوب تهدف إلى التطور ...
قراءة المزيد
مقالة: هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة/ بقلم: مياء الصوافية
هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة
عندما يكون الدين هو الوجهة الأولى لفكر الإنسان، والمحرك الأسمى لتكوين الدولة ذات المنهج الصحيح، والتنظيم الساعي لحماية كرامة الإنسان دنيويا وأخرويا؛ لأجل هذا كانت الهجرة النبوية الشريفة؛ هجرة النبي الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) من مكة ...
قراءة المزيد
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات/ لقلم: هند سيف البار
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات
تفَقُّد هواتفنا المحمولة هو أول ما نفعله عادةً بعد الاستيقاظ من النوم، بُغية معرفة الوقت، لكن ينتهي بنا الأمر في أحيان كثيرة إلى استعراضِ جميع مواقع التواصل، والردِّ على كل صديق وغريب، والثناءِ على مجموعةٍ من الصور وذمِّ أخرى، وتأييدِ فكرةٍ ومعارضةِ...
قراءة المزيد
وضع ضفدع في قدر به ماء يغلي
الضفدع في الماء المغلي
هنالك تلك القصة المأساوية عن الضفدع المسكين الذي وضعه العلماء في قِدْرٍ به ماء، فبقي مستقرًا مكانه، ثم إنهم بدأوا يغلون الماء فارتفعت درجة الحرارة ببطء، لكن الضفدع بقي مكانه لم يتحرك، زادت الحرارة حتى وصلت إلى درجة الغليان.. مات الضفدع ولم يقفز من م...
قراءة المزيد
هل تمانع أن نلتقط صورة معاً؟/ بقلم: محمد قرط الجزمي
هل تمانع أن نلتقط صورة؟
نفرح كثيراً حين تقع أيدينا على صور قديمة لمنطقتنا، أو لأنفسنا وأهلينا، ذلك أنه قديماً لم تكن ثقافة التصوير حاضرة، والكاميرات اختراع نادر، ثم حينما وصلت الكاميرات صار الناس يستخدمونها إما على استحياء، أو على خوف.لهذا قليلة هي الصور التي نملكها عن المن...
قراءة المزيد
أسرار الأبواب الخلفية/ بقلم: محمد قرط الجزمي
أسرار الأبواب الخلفية
في فرنسا المحتلَّة، أيام الحرب العالمية الثانية، دخل جنديٌّ ألمانيٌّ مقهىً يحمل اسم ”الملاذ الصغير“ (Le Petit Refuge)، وجلس يحتسي القهوة، فسأل: «لماذا لديك باب خلفي في المقهى يا هنري؟»، أجابه هنري دوبوا، صاحب المقهى: «لإخراج القمامة يا سيدي، فليس من ...
قراءة المزيد
المسرح يتكلم كلَّ اللغات/ بقلم: محمد قرط الجزمي | مهرجان المسرح العربي
المسرح يتكلم كلَّ اللغات
اللغة المهيمنة في المسرح دائماً، من جهة الجمهور، هي لغة التأويل.وإذ نتحدث عن التأويل المسرحي فإننا نتحدث عن شكل من أشكالِ التأويلِ معقدٍ بعض الشيء، فأنت تُؤول كل أداة من أدوات المسرح على حدة، تأويلات مختلفة، ثم تجمع تلك الأدوات في قالب واحد وتخرج بتأ...
قراءة المزيد
ماكينة الخياطة التي أنقذتني/ بقلم: ولاء عبد الرحمن | حلم ماكينة الخياطة/ بقلم: بيانكا بيتسورنو | ترجمة: وفاء عبد الرؤوف البيه
ماكينة الخياطة التي أنقذتني
في إحدى قرى ومدن جنوب إيطاليا، وفي زمن بين الحربين العالميتين، تدور أحداث هذه الرواية.بيانكا بيتسورنو كاتبة إيطالية تشتهر بكتابتها للأطفال والشباب، وتعتبر من أهم المؤلفين في هذا المجال. ولدت في الثاني عشر من أغسطس عام ١٩٤٢، في مدينة سسارة. درست علم ا...
قراءة المزيد
تحت ظل الظلال/ محمد قرط الجزمي - ولاء عبد الرحمن
إلى متى سنسمح للظلال بأن تتحكم بنا؟!
بين براعة الكاتب، وسعة اطلاعه، والتشويق والإمتاع في الأسلوب، تنبثق هذه الرواية العظيمة. رواية من أدب الخيال العلمي، ستتفاجأ أن كاتبها عربي، وتحديدًا من سلطنة عُمان. رواية تتجاوز صفحاتُها الستمائةَ صفحة، صدرت عام 2022م، من إصدارات دار الفكر.تدور أحداث...
قراءة المزيد
جذور التربية مرة، ولكن ثمارها حلوة/ بقلم: مياء الصوافية
جذور التربية مُرة، ولكن ثمارها حُلوة
عنونتُ مقالي بهذا القول المشهور؛ فجذور الشجر في الغالب مُرة، ولكنها مع مرور الزمان تنمو شجرا مباركا يؤتي أكله طيبا حيثما كان ويكون.كذلك هي تربية الأبناء تحتاج من الجهد الكثير، ومن الصبرِ والحلمِ سعةٌ حتى تشب سواعدهم، ويظهروا على ساحات مجتمعاتهم بانين...
قراءة المزيد
حتى أنت يا بروتس؟!/ بقلم: محمد قرط الجزمي
حتى أنت يا بروتس؟!
بيتُ شعرٍ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه:إنما الدنيا كبحرٍيحتوي سمكاً وحوتليس لمجرد أن البحر جميل وفيه سمكٌ لطيف، معنى ذلك أنك ستنزل فيه تسبح وتستمتع كأنك في الجنة، كلا، ثمة حيتان من الممكن أن تأكلك من الخطأ أن تأمنها، إنَّ نظريتك في أن الحوت...
قراءة المزيد
فجلست تبكي معي/ بقلم: محمد قرط الجزمي
فجلست تبكي معي
يقال إنه حين تقابل موجوعاً في مشاعره، لا تحادثه بالعقل ولا بالمنطق، بل المواساةُ المطلوبةُ هي أن تحدِّثه بلغة القلوب؛ لمسةٌ حانيةٌ أو أذنٌ مصغيةٌ، وربما لو تنهَّدتَ في حضرته لارتاح قلبُه مع سماعه لتنهيدتك، إذ سيشعر أن هناك من يحس بألمه، وهذا يكفيه.إن...
قراءة المزيد
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب بقلم محمد قرط الجزمي
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب
الثقافة، بمعناها المادي، ليست درجة علمية كالأستاذية والدكتوراة، وليست درجة تعليمية يحصل عليها المرء فيتباهى بها، إنما هي صفة شخصية فردية، مستقلة عن محيطه، يتصف بها الفرد فتظهر في سلوكه.. أقول ”مستقلة عن محيطه“ وأعني بها عدم التبعية، وليس الانعزال عن ...
قراءة المزيد
تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء بقلم آية سامي الشيخ
‎⁨تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء⁩
* نظرة نقديّة..عزيزي القارئ أعتذر مقدّماً عن خيبةِ أملك بالثقافةِ المعاصرة..ثقافتنا اليوم لزجة سريعة الانزلاق، قوامها زيتي معدوم المقاومة، من سار على أرضيّتها انزلق، ومن غاصَ فيها غرق؛ لكنّي لستُ ممن يؤمنون بالتعميم، أؤمن بالقلّةِ القليلة الصّادقة، ا...
قراءة المزيد
المجتمعفوبيا بقلم: آية سامي الشيخ
المجتمعفوبيا
الإنسان كالبحر، كالأرض، كائن مليء بالأسرار، إذا غُصت في أعماقه كباحثٍ ستجد كنوزاً ثمينة؛ أو ربّما أوطاناً مدمَّرة..ولا بدَّ من ترميم تلك الأوطان بأيادٍ خبيرة وفذة؛ لتزيل الدمار وتضع أساساً قويّاً متيناً من جديد، وهنا يأتي دور الصحّة النفسية..إنَّ الأ...
قراءة المزيد
مطحون يأكل من الدهر ويشرب/ محمد قرط الجزمي
مطحونٌ يأكل من الدهر ويشرب
جرى حوار بين رجل مطحون وغراب.المطحون يسأل: «ما فائدة وجودنا في هذه الحياة؟»، فيجيبه الغراب: «إننا نحيا كي نستمتع»، فيقول المطحون بلسان حاله: «كيف؟ هذا صعب، الحياة مقيتة جدًّا، والألم لا يتوقف مع مرور الزمن، فمن سرَّه زمنٌ - كما يقول أبو العتاهية في ش...
قراءة المزيد
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين/ محمد قرط الجزمي
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين
الأكل ثقافة محترمة، مثله مثل الفكر والفنون والرياضة، بل إن ثقافة الأكل تفوق في بعض الأحايين بقية الثقافات الأخرى، ونلاحظ ذلك في كثرة المطاعم مقارنة مثلاً بالمكتبات والمؤسسات الثقافية، بل إن المحاضرات والندوات تعقبها دائماً جلسات أكل، وكثير من اجتماعا...
قراءة المزيد
القارئ أنانيٌّ بطبعه/ محمد قرط الجزمي
القارئ أنانيٌّ بطبعه
الأنانية صفة سيئة، تجعل المرء يفكر في نفسه فقط على حساب الآخرين، هي لا تشبه الطموح والمنافسة في شيء، الطَّموحون والمنافسون ينفعون أنفسهم ويَسْمُون بإنجازاتهم، لكن الأناني يصعد على أكتاف الآخرين؛ يسيء إليهم، وقد يضرهم، فقط من أجل أن يتفوق هو ويعتلي من...
قراءة المزيد
حيلة الأنا/ جوليان باغيني
قليل من الفلسفة لن يقتلنا!
كتب الفيلسوف الإيرلندي، الأسقف بيركلي، ذات مرة قائلاً: "أثار الفلاسفةُ غباراً، ثم اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الرؤية".وقد زادت آثار خطوات علماء النفس والطبيعة وعلماء الدين وعلماء الاجتماع أيضاً من كثافة سحابة الغبار التي تحجب نظرتنا للذات، فالذوات كال...
قراءة المزيد
محمد قرط الجزمي
تحت ظل الحياة والموت معاً
[فضفضة شخصية خاصة]هذا العام نكسة روحية ومادية في حياتي.أنا أكثر الناس إيماناً وتفاؤلاً بالحياة، رغم شظف العيش وسوء الحال، لكن من منا لا يلاقي مطبات في حياته توقفه بين الحين والآخر؟.. اعتدتُ أن توقفني الكثير من المطبات، لكن كلها تمضي مع الزمن كأنها لم...
قراءة المزيد
شعور من نور
شعور من نور
"الضوء الباهر يصرع نوازع الشر" نجيب الكيلانيلا أعلم هذا الشعور الذي يقودني إلى لا شيء... ما زال متشبثا بثوب النور، حتى حين يُرمى بالظلام، إنه يقف على حافة المجابهة، لكن تفكيره ما زال قابعا ومنزويا تحت ظل النور، يزرع الحِلم بماء الضمير؛ فيتقهقر متراجع...
قراءة المزيد
رواية: ذئب البراري هرمان هيسه
ثنائية الإنسان والذئب داخل الكيان البشري
"هذا المسرح السحري للمجانين فقط، ثمن دخولك.. عقلك".كم جرعة من المعرفة تلزم الإنسان ليحقق كينونته أثناء إقامته على الأرض؟وهل الإدمان ضررٌ محضٌ، حتى وإن كان هوساً بالثقافة والعلم والفنون؟ألا يمكن أن تكون السعادة في الضفة الأخرى من عزلة المثقف؟ألا يمكن ...
قراءة المزيد
كتاب: كل شيء لم أخبرك به
كان يجب أن تتزوجي شخصاً أكثر شبهاً بك
العنوان: كل شيء لم أخبرك بهالكاتبة: سيليست إنجالمترجمة: إكرام صغيريدار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيعالتقييم: خمس نجومنبذة:طوال الوقت الذي عاشاه معًا، كان الأبيض لا يعدو أن يكون مجرد لون للورق، والثلج، والسكر. وكانت نسبة شيء ما إلى الصين -إذا حدث وأ...
قراءة المزيد
الأصل دان براو ن
المراجعة الثانية لرواية الأصل
هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة«مائدة الكتب»يستمر دان براون الإبحار بنا في رحلة التشويق من خلال بطله الدائم للسلسله؛ البروفيسور (لانجدون)، أستاذ الرموز بجامعة هارفارد، وهذه المرة من خلال حل لغز جريمةٍ تقع في حفل أقيم في متحف الفن الحديث بمدينة...
قراءة المزيد
العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا
التاريخ، محطات نفخر بها
«التاريخ العُماني،..» هكذا وصفته الدكتورة هدى الزدجالية وهي تهديني كتابها، «محطاتٌ نفخر بها، منها سلطنة زنجبار».صدر كتاب "العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا" للدكتورة هدى الزدجالية، بطبعته الأولى عام 2021، عن الجمعية العمانية للكتَّاب وا...
قراءة المزيد

ذات أفنان

تابعونا حتى تصلكم أخبارنا