هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة
«مائدة الكتب»
«قال كيرش: ما ستشاهدونه جزء من إعلانٍ، آمل أن أطلع العالم عليه؛ ربما في غضون شهر من الزمن أو نحو ذلك. لكن، قبل أن أفعل ذلك، أردت التشاور مع عدد من المفكرين الدينيين الأكثر تأثيرا في العالم، لأعرف كيف سيتم تلقي هذا النبأ من قبل الأشخاص المعنيين به أكثر من غيرهم.
عندها، تنهد الأسقف بصوت عال، وبدا عليه الملل وليس القلق: يا لها من ديباجة مثيرة للاهتمام يا سيد كيرش! إنك تتكلم كما لو أن ما ستطلعنا عليه سيهز أسس ديانات العالم».
بين مدن إسبانيا تدور أحداث هذه الرواية، وكما هي عادة دان براون في رواياته ترافق البطلَ البروفيسور روبرت لانغدون بطلةٌ، وبطلتنا هنا مديرة متحف؛ هي أمبرا فيدال، تساعده على كشف ألغاز هذه الرواية العجيبة.
تبتدئ الحكاية بلقاء بين عالم المستقبل البلياردير الملحد إدموند كيرش، مع رموز الحكمة الثلاث؛ الأسقف أنطونيو فالديسبينو، والحاخام يهودا كوفيس، والعلامة سيد الفضل؛ ليطلعهم على اكتشافه الجديد الذي سيغير العالم، والذي يجيب على سؤالين من الأسئلة المهمة: (من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟)، ويتوقع أن يشاركوه آراءهم.
لتبتدئ خيوط الحكاية بالتسلسل، فنتجول بداية في متحف غوغنهايم في مدينة بيلباو، ونتعرف على أشهر اللوحات وطرق الفن هناك بوصف لا يقل إدهاشا عن وصفه في أعمال سابقة، لتجد نفسك وقد أصبحت في المتحف تتجول معه وتسير حيث يذهب.
ثم تنتقل من مكان لآخر لتحاول إكمال ما بدأه كيرش، وطبعا ستذهب لا محالة إلى مدينة دبي لتشهد شيئا صادما هناك، وستذهب الى بودابست كذلك.
ستقود سيارة إدموند؛ تيسلا موديل P90D، وقد تضعها على القيادة الذاتية لبعض الوقت مضطرا، كما فعل لانغدون. وستصعد إلى المروحية، وحتما إن كنت تعاني من رهاب الأماكن المغلقة مثل لانغدون، ستتردد في صعود سلم كاتدرائية بازيليك ساغرادا فاميليا اللولبي الشهير، لكن إن كان يلاحقك قاتل مأجور، فما باليد حيلة، ستصعد السلم رغما عنك.
في النهاية ستصل إلى مركز تكنولوجيا إدموند، وستساهم في نشر ما لم يستطع إدموند نشره، لكن يبقى السؤال هل أنت راض عما تم نشره؟
تقييمي للرواية:
هذا رابع عمل أقرأه للكاتب دان براون، أعجبتني ملائكة وشياطين أكثر من هذه، ربما لإضافته هنا موضوع الإلحاد في القصة. لا أنفي أن الأسلوب ممتع والتفاصيل والوصف غزير وبديع، وأنني شعرت بكل تفصيلة في الرواية، لكن لم ترق لي كثيرا.
بداية الحديث عن إلحاد الشخصية الرئيسية، قرأته ولم أتعمق فيه، بل لم أفكر فيه بعد القراءة، الحديث عن التكنولوجيا واكتشاف إدموند، وإلى أين ستقودنا التكنولوجيا، ليس جديدا علي، بداية لأننا نعيشه ونراه، وثانيا لأنني سبق وقرأت عنه في كتب أخرى.
حتى ربط الأحداث بمن قاد إليها كان متوقعا، الشخص الوحيد الذي كنت أشك فيه، وكان واضحا للجميع انه هو اليد الكبرى في الأحداث، لم أتاكد أنه هو سوى في النهاية حين ارتبط بشخص آخر، رغم أن دان براون قالها صراحة في أحد المواقف حين قال على لسان الشخص: "نحن نحتل المراكز العليا في الحكومة".
بعد هذه الرواية أظن أنني اكتفيت من دان براون ورواياته.
تمت قراءة هذه الرواية ونقاشها مع نادي مائدة الكتب لشهر ابريل ٢٠٢٤.
التعليقات ()