عربتك
Loading

متلازمة أبي عبيدة

"الكمين الذي لا ينجو منه أحد"

تتسلل الليالي الشتوية إلى ذاكرتي عبر صورةِ لمَّةٍ عائليةٍ في ليلٍ تعتبره أمي باردًا جدًا، بينما درجة حرارته لا تهبط تحت الـ25°، ثمة دخان متصاعد من آلة الشواء، رائحة اللحم المشوي تتدفق ببطء ممتع إلى خلايا أنفي، أغمض عيني لأحتفظ بسيلفي لضوضاء أهلي وهم يتحدثون مائة موضوع دفعة واحدة بينما نسيمٌ عليلٌ يركض في الهواء قادمًا من المضيق - كما تسميه أمي-، أشفط من الهواء شهيقاً بطيئاً جدًا وألتقط السيلفي في رأسي، وأخزنه وقودًا لأيام أخرى. أسمع صخب الأطفال وضجيجهم الحلو، أرهف السمع إلى أحاديثهم، يسأل أحدهم: "ليش ما جايب عمي بيبسي؟ ما نريد عصير"، ينهال عليه الأطفال الآخرون سبًّا وتعنيفًا وصراخًا: "يعني إنت ما عارف إنه بيبسي تدعم إسرائيل؟"، ثم بدؤوا يسردون قائمة بالمنتجات التي قاطعوها لأنها جهرًا أو سرًا تدعم الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا العربية المقدسة.

استوعبت حينها، ستة وسبعون يومًا انقضت عقب طوفان الأقصى الذي كان - بلا أدنى شك - جرس الصحوة في أذن العالم الذي أصمّ أذنيه ولفّ عصابة حول عينيه لعقود طويلة، داعمًا في معظم صولاته حق اليهود في أرض فلسطين، ومنددًا في بعض جولاته بالإبادة التي راح ضحيتها ملايين الفلسطينيين، َوهُجر قسرًا ملايين غيرهم في أرجاء الدنيا، تحدوهم الأماني بعودة وشيكة إلى حضن الوطن الذي فارقوه هربًا بأرواحهم وأحلامهم، نافذين بجلودهم إلى مهجر أو أوطان بديلة لا يمكن أن تصبح ولا تشبه فلسطين بأي حالٍ من الأحوال.

وعلى الضفة الأخرى أقارب لهم قد دقوا أنفسهم مساميرَ في صدر أرضهم، لا تملك أعتى جرافةٍ بالعالم أن تقتلعهم منها، يواجهون هناك لوحدهم آلة القتل والجوع والحصار التي يبقيها المحتل في وضعية تشغيل ليل نهار؛ لإجبارهم على الاستسلام أخيرًا ودفعهم إلى الهجرة والتخلي عن حياتهم وجذورهم وتركها وراءهم لينعم بها الصهاينة.

أما عن هذه المواجهة الأخيرة على هذه الأرض بين صاحب الأرض العزيز والمغتصب السافل، فقد سبقتها ملايين المواجهات منذ أن حطّ الاحتلال رحاله على فلسطين الأرض العربية، مطرودًا ومنبوذًا من كل الدنيا، قمامة لا يرغب أحد أن تستلقي بجوار نافذته، وحثالة من أبشع ما أفرزه الجنس البشري من أنواع، فكانت فلسطين بمثابة المردم لتلك النفايات، تُطمر فيها فيستريح بقية العالم من نتانتها وخبثها.

لكن هذه المواجهة لا يمكن اعتبارها استنساخًا ولا استكمالًا لما سبقها من كرٍ وفر، حتى موازين الغلبة والقوة التي لُقنت للعالم دهورًا عبر عملائه القذرين في قنوات الإعلام، اختلّت بل وتشظّت إلى شظايا كثيرة جدًا لا يمكن إعادتها إلى سِيرتها الأولى، وبعدسة الفلسطيني نفسه، رأى العالم حلقة جديدة تتجلى فيها بطولة مقاومة باسلة تبثُّ عرضًا في منتصف المسلسل الصهيوني الكاذب الذي مرَّت على بثه المسموم عشرات السنين، معتقدًا أن حلقته الأخيرة بالنصر المزعوم ستكون وحدها النهاية المرسومة.

مشاهد الأشلاء والأوصال المبتورة وأفواج الشهداء، والتسمر أمام الشاشات بقلوب منقبضة ودموع منهمرة، أصبح حالَ المسلم الغيور على دينه وأرضه وعِرضه، وحالَ الكثير من أحرار العالم الذين رأوا أفلام هوليوود وألعاب الفيديو القتالية متحققة على أرض الواقع في غزة، تلك البقعة المعزولة تمامًا عن العالم والتي يعيشها ٢ مليون إنسان لا يملكون حق تقرير مصيرهم، ولا حتى حق الأكل والشرب والتحرك متى شاؤوا واشتهوا،

بينما الأمم المتحدة مُقعدة على كرسيها المتحرك تراقب بحياد كاذب وهي المنحازة للجانب الصهيوني، ثم تلوِّح بـ"الفيتو" الأمريكي لمنع وقف العدوان على الشقيق الفلسطيني، ومواصلة المجازر والهدم والقتل بأبشع وأشنع الوسائل التي عرفها العصر الحربي الحديث.

آلاف الشهداء منّا، ومئات القتلى والأسرى منهم، وإلى أن يتحقق وعد الله لعباده وينصرهم النصر المؤزر الذي نذروا أنفسهم ودمهم ومالهم له، يستمر المقاومون وأصحاب الأرض في التصدي لكل مخططات الاستيطان التي يهدف من ورائها اليهودي إلى التوسع إلى عموم فلسطين وما يجاورها من أراضٍ لصنع مستعمرته الوهمية، بحجة أن فلسطين كانت أرض اليهود لآلاف الأعوام، المنطق ذاته الذي يستخدمه الغرب في تبرير الحرب والاحتلال لبقية العالم، الغرب ذاته الذي انتزع الأمريكيتين وأستراليا ومناطق أخرى في العالم من سكانها الأصليين، أبادوهم ولم يبقوا منهم ولم يذروا، والذين نجوا من تلك الإبادات ليسوا سوى أعداد قليلة، وبذات المنطق فقد آن أوان السكان الأصليين ليوحدوا صفوفهم ويسترجعوا أراضيهم المسلوبة من أمريكا وغيرها لأنها كانت لهم لآلاف الأعوام!

إن الجهل بالتاريخ واحدة من أكبر المعضلات الأيديولوجية التي يواجهها إنسان العصر الحديث الذي كلما ازدادت آلاته ذكاء ازداد هو غباء، فالمتتبع للتاريخ في أمهات الكتب التي نبشت في عمق جذور الاحتلال يدرك أن إنشاء الدولة اليهودية لم يكن مخططًا في فلسطين لأنها أرضهم الموعودة، بل لأنها كانت ضمن قائمة أراضٍ عُرضت على اليهود ليختاروا من بينها، منها أراضٍ في أمريكا وإفريقيا وأراضٍ عربية وخليجية.

ولأنهم اختاروا فلسطين، كان عليهم أن يخترعوا تلك المسرحية المبكية الهزيلة ليظهروا للعالم بمظهر المستضعف الذي يحاول استرداد ما هو حقه.

مسرحية آتت أُكلها لمدة طويلة قبل أن ينقض عليهم طوفان الأقصى ويهدم الكثير من خرافاتهم ومزاعمهم، فتكشفت للعالم بكل أعراقه ودياناته الحقيقةَ الوجوديةَ الصحيحةَ الوحيدة: هذه أرض فلسطينية، والفلسطيني ليس إرهابيًّا، بل مقاومًا يدافع عن أرضه وأبنائه.

في خضم تداول المجريات خلال هذه الفترة الوجيزة، عرف العالمُ "حماس" حركةَ مقاومةٍ ثورية، كل ما بيدها لتدافع عن أرضها هو مجموعة تقنيات تسليح محلية الصنع، والمزيد المزيد من الإيمان بقدسية رسالتهم وتأييد ربهم، حتى بعد أن تخلَّت عن قضيتهم معظم الحكومات العربية والإسلامية، وبقيت الشعوب وحدها تناصرهم بدعاء تلهجه أطراف الليل وآناء النهار، وبعض مساعدات قد تصل وقد لا تصل لأن المعابر النافذة إلى فلسطين تحت سيطرة عرب من ذيول الصهاينة.

كان الأحرار يتوسلون الشاشاتِ ومواقعَ التواصل لتأتي بخبرٍ من أبي عبيدة، يعلن فيه حصيلة نصرهم ونضالهم، وكم ردعوا من المحتلين الصهاينة وكم أسروا، وخلال ذلك، بزغ نجم أبي عبيدة، المتحدث الرسمي باسم "كتائب القسام"، أحبه الكبار والصغار، بل وصار الأطفال يقلدون هذا البطل الملثّم بصفته "كتائب القسام" مختزلة في شخصه ونبرته الصادحة بالثقة واليقين والإيمان والعزيمة.

لكن أكثر ما أسقط أصنام الصهاينة التي نصبوها طويلًا، وتلفيقهم ودجلهم في إلصاق وصمة الإرهاب بحركات المقاومة الفلسطينية، هي المشاهد التي ظهرت وتداولها العالم كله عبر جميع منصات الإعلام في صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال الخانع، وُصفت وجوه الأسرى وكأنهم عائدون من حفلة مبهجة، ليس وكأنهم في خضم حربٍ وقعوا فيها بين مخالب عدوهم، تبادلوا المصافحة والتحيات والضحكات مع المقاومين قبل أن تعيدهم تلك السيارات إلى ذويهم وأحبتهم.

مشهد جعل العالم يتساءل في دهشة واستغراب: ماذا يجري؟ لماذا هؤلاء الأسرى يُحيُّون الإرهابيين الذين اختطفوهم بهذه النظرات المسحورة والوجوه الضاحكة والمودة التي لا يمكن حتى للأعور صرف النظر عنها؟

ذكرني ذلك بمتلازمة استوكهولم، متلازمة نفسية تصيب المخطوف وتجعله يتعاطف مع الخاطف ويحبه ويتفهم أسباب خطفه له، لكن هذه المرة لا يليق بها أن تكون متلازمة استوكهولم التي تصيب عموم الخاطفين من المدنيين.

في السجل الحربي المعاصر، على المخطوفين من أسرى الحرب الذين يقعون في غرام مَن أسرهم أن يُطلق عليهم أصحاب "متلازمة أبي عبيدة"، وأن يؤرّخ للأخلاق الإنسانية العالية التي أظهرها المقاومون في جميع مراجع التاريخ ومصادره، هؤلاء الذين في مسعاهم للذود عن أرضهم وعِرضهم لم ينسوا وصايا نبيهم في الحرب: (لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا امرأة، ولا صبيًا، ولا وليدًا، ولا شيخًا كبيرًا، ولا مريضًا).

ففي مقابلة تلفزيونية قالت إحدى الأسيرات اللواتي أُفرج عنهن أن أمها كانت مريضة منذ مدة قبل الأسر، ولم يكونوا يعرفون ما الذي تعاني منه، لقد أحضر لها المقاومون طبيبًا، قام بتشخيصها أثناء الأسر وعرف مرضها ووصف لها الدواء المناسب!

هل هذه أخلاق إرهابيين أشرار؟ تلك الصورة النمطية التي أظهروا بها المسلمين في أفلامهم قد تمزقت في أذهان ملايين الناس وهم يشهدون عظمة الفلسطيني وسمو رسالته ومقاومته الباسلة حتى في ظل تسليح العالم لإسرائيل وقصور إمكانيات المقاومة التسليحية.

بعد طوفان الأقصى، رأينا في مواقع التواصل الاجتماعي ناسًا من كل الدول والجنسيات يصرِّحون بدعمهم لفلسطين وينعتون إسرائيل بقاتلة الأطفال وزعيمة الإبادة الجماعية.

لو لم تجنِ هذه الحرب الأخيرة غير تعرية المتصهينين العرب، (وهم قسمان: القسم الذي أعلن التطبيعَ ودَعَمَ إسرائيل صراحةً في وسائل إعلامه، والقسم الذي سكت منذ بداية المعركة وحتى اليوم، ولم يبدِ أي دعم ومناصرة للأشقاء الفلسطينين لا حكومةً ولا على المستوى الشعبي) ولو لم تجنِ هذه الحرب سوى دحض الكذبة الإسرائيلية بما تكشف لسكان هذا الكوكب من حقيقة الصهيونية البغيضة؛ فإن هذين الأمرين يعتبران بمثابة نصر عظيم للفلسطيني في حربه الشاقة الطويلة مع الصهاينة.

أما المتصهينون العرب الذين يقولون بأن حماس ابتدأت الحرب وأن آلاف الأرواح أُزهقت بسببهم، وأن التعايش السلمي مع اليهود هو الحل، فنحن ندعو ألا تجرب أن يُحتل بلدك وتُطرد من بيتك، وتُغتصب وتُهان وتُقتل، ومع ذلك فهذه الطريقة الوحيدة لتدرك سخف الهراء الذي تهرف به.

"وللحريةِ الحمراءِ بابٌ

بكلِّ يدٍ مضرَّجةٍ يُدَقُّ"

فالسلام للشعب الأبي الصامد وحده في وجه أقسى وأعتى الترسانات العسكرية التي أنتجها الغرب.

ونذكِّر أنفسنا وكلَّ مناصر للقضية الفلسطينية الحرة؛ المقاطعة ليست رد فعل مؤقت لنتبنَّاها في حالة الحرب ونتركها حين تهدأ، على المقاطعة أن تكون حالة دائمة ووضعًا أبديًّا، فلنُقاطع إلى أن تعود الأرض لأهلها، ويعود الصهاينة إلى سابق عهدهم، شرذمة من المشردين المنبوذين قتلة الأنبياء الذي لفظتهم الأرض والسماء، ساحوا وتاهوا أربعين سنةً في سيناء، عليهم غضب الرب ولعنته دنيا وآخرة، اليوم كما في سالف الزمن.

أما غزة، فكوني أيتها الحبيبة: الكمين الذي لا ينجو منه أحد.

#Free_Palestine


روابط المقالات السابقة للكاتبة

المقال الأول: أشياء لا تُرى

المقال الثاني: في ذكرى ليلى حارب

المقال الثالث: لا تتسول.. لا تتوسل

هذا المقال الرابع: متلازمة أبي عبيدة

آخر المقالات

مقالة: الحرب العالمية الثالثة، بقلم: محمد قرط الجزمي
الحرب العالمية الثالثة
الحقيقة (وهذا رأيٌ شخصيٌّ، أكثر منه قول خبير) أنه ليس هناك احتمالٌ لاندلاع حرب عالمية ثالثة قريبة؛ لأن العالم - ببساطة - غير مستعد لهذه الخطوة، ولأن العصر الذي نعيش فيه الآن يجعل نشوب حرب كبرى كهذه خسارة فادحة على الجميع، في ظل شعوب تهدف إلى التطور ...
قراءة المزيد
مقالة: هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة/ بقلم: مياء الصوافية
هكذا علمتني الهجرة النبوية الشريفة
عندما يكون الدين هو الوجهة الأولى لفكر الإنسان، والمحرك الأسمى لتكوين الدولة ذات المنهج الصحيح، والتنظيم الساعي لحماية كرامة الإنسان دنيويا وأخرويا؛ لأجل هذا كانت الهجرة النبوية الشريفة؛ هجرة النبي الأكرم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) من مكة ...
قراءة المزيد
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات/ لقلم: هند سيف البار
الانترنت، شاغِلُ الناس وخادِمُ اللذات
تفَقُّد هواتفنا المحمولة هو أول ما نفعله عادةً بعد الاستيقاظ من النوم، بُغية معرفة الوقت، لكن ينتهي بنا الأمر في أحيان كثيرة إلى استعراضِ جميع مواقع التواصل، والردِّ على كل صديق وغريب، والثناءِ على مجموعةٍ من الصور وذمِّ أخرى، وتأييدِ فكرةٍ ومعارضةِ...
قراءة المزيد
وضع ضفدع في قدر به ماء يغلي
الضفدع في الماء المغلي
هنالك تلك القصة المأساوية عن الضفدع المسكين الذي وضعه العلماء في قِدْرٍ به ماء، فبقي مستقرًا مكانه، ثم إنهم بدأوا يغلون الماء فارتفعت درجة الحرارة ببطء، لكن الضفدع بقي مكانه لم يتحرك، زادت الحرارة حتى وصلت إلى درجة الغليان.. مات الضفدع ولم يقفز من م...
قراءة المزيد
هل تمانع أن نلتقط صورة معاً؟/ بقلم: محمد قرط الجزمي
هل تمانع أن نلتقط صورة؟
نفرح كثيراً حين تقع أيدينا على صور قديمة لمنطقتنا، أو لأنفسنا وأهلينا، ذلك أنه قديماً لم تكن ثقافة التصوير حاضرة، والكاميرات اختراع نادر، ثم حينما وصلت الكاميرات صار الناس يستخدمونها إما على استحياء، أو على خوف.لهذا قليلة هي الصور التي نملكها عن المن...
قراءة المزيد
أسرار الأبواب الخلفية/ بقلم: محمد قرط الجزمي
أسرار الأبواب الخلفية
في فرنسا المحتلَّة، أيام الحرب العالمية الثانية، دخل جنديٌّ ألمانيٌّ مقهىً يحمل اسم ”الملاذ الصغير“ (Le Petit Refuge)، وجلس يحتسي القهوة، فسأل: «لماذا لديك باب خلفي في المقهى يا هنري؟»، أجابه هنري دوبوا، صاحب المقهى: «لإخراج القمامة يا سيدي، فليس من ...
قراءة المزيد
المسرح يتكلم كلَّ اللغات/ بقلم: محمد قرط الجزمي | مهرجان المسرح العربي
المسرح يتكلم كلَّ اللغات
اللغة المهيمنة في المسرح دائماً، من جهة الجمهور، هي لغة التأويل.وإذ نتحدث عن التأويل المسرحي فإننا نتحدث عن شكل من أشكالِ التأويلِ معقدٍ بعض الشيء، فأنت تُؤول كل أداة من أدوات المسرح على حدة، تأويلات مختلفة، ثم تجمع تلك الأدوات في قالب واحد وتخرج بتأ...
قراءة المزيد
ماكينة الخياطة التي أنقذتني/ بقلم: ولاء عبد الرحمن | حلم ماكينة الخياطة/ بقلم: بيانكا بيتسورنو | ترجمة: وفاء عبد الرؤوف البيه
ماكينة الخياطة التي أنقذتني
في إحدى قرى ومدن جنوب إيطاليا، وفي زمن بين الحربين العالميتين، تدور أحداث هذه الرواية.بيانكا بيتسورنو كاتبة إيطالية تشتهر بكتابتها للأطفال والشباب، وتعتبر من أهم المؤلفين في هذا المجال. ولدت في الثاني عشر من أغسطس عام ١٩٤٢، في مدينة سسارة. درست علم ا...
قراءة المزيد
تحت ظل الظلال/ محمد قرط الجزمي - ولاء عبد الرحمن
إلى متى سنسمح للظلال بأن تتحكم بنا؟!
بين براعة الكاتب، وسعة اطلاعه، والتشويق والإمتاع في الأسلوب، تنبثق هذه الرواية العظيمة. رواية من أدب الخيال العلمي، ستتفاجأ أن كاتبها عربي، وتحديدًا من سلطنة عُمان. رواية تتجاوز صفحاتُها الستمائةَ صفحة، صدرت عام 2022م، من إصدارات دار الفكر.تدور أحداث...
قراءة المزيد
جذور التربية مرة، ولكن ثمارها حلوة/ بقلم: مياء الصوافية
جذور التربية مُرة، ولكن ثمارها حُلوة
عنونتُ مقالي بهذا القول المشهور؛ فجذور الشجر في الغالب مُرة، ولكنها مع مرور الزمان تنمو شجرا مباركا يؤتي أكله طيبا حيثما كان ويكون.كذلك هي تربية الأبناء تحتاج من الجهد الكثير، ومن الصبرِ والحلمِ سعةٌ حتى تشب سواعدهم، ويظهروا على ساحات مجتمعاتهم بانين...
قراءة المزيد
حتى أنت يا بروتس؟!/ بقلم: محمد قرط الجزمي
حتى أنت يا بروتس؟!
بيتُ شعرٍ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول فيه:إنما الدنيا كبحرٍيحتوي سمكاً وحوتليس لمجرد أن البحر جميل وفيه سمكٌ لطيف، معنى ذلك أنك ستنزل فيه تسبح وتستمتع كأنك في الجنة، كلا، ثمة حيتان من الممكن أن تأكلك من الخطأ أن تأمنها، إنَّ نظريتك في أن الحوت...
قراءة المزيد
فجلست تبكي معي/ بقلم: محمد قرط الجزمي
فجلست تبكي معي
يقال إنه حين تقابل موجوعاً في مشاعره، لا تحادثه بالعقل ولا بالمنطق، بل المواساةُ المطلوبةُ هي أن تحدِّثه بلغة القلوب؛ لمسةٌ حانيةٌ أو أذنٌ مصغيةٌ، وربما لو تنهَّدتَ في حضرته لارتاح قلبُه مع سماعه لتنهيدتك، إذ سيشعر أن هناك من يحس بألمه، وهذا يكفيه.إن...
قراءة المزيد
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب بقلم محمد قرط الجزمي
لا تكن مثقفاً أكثر مما يجب
الثقافة، بمعناها المادي، ليست درجة علمية كالأستاذية والدكتوراة، وليست درجة تعليمية يحصل عليها المرء فيتباهى بها، إنما هي صفة شخصية فردية، مستقلة عن محيطه، يتصف بها الفرد فتظهر في سلوكه.. أقول ”مستقلة عن محيطه“ وأعني بها عدم التبعية، وليس الانعزال عن ...
قراءة المزيد
تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء بقلم آية سامي الشيخ
‎⁨تسويق وبيع الثقافة في السوق السوداء⁩
* نظرة نقديّة..عزيزي القارئ أعتذر مقدّماً عن خيبةِ أملك بالثقافةِ المعاصرة..ثقافتنا اليوم لزجة سريعة الانزلاق، قوامها زيتي معدوم المقاومة، من سار على أرضيّتها انزلق، ومن غاصَ فيها غرق؛ لكنّي لستُ ممن يؤمنون بالتعميم، أؤمن بالقلّةِ القليلة الصّادقة، ا...
قراءة المزيد
المجتمعفوبيا بقلم: آية سامي الشيخ
المجتمعفوبيا
الإنسان كالبحر، كالأرض، كائن مليء بالأسرار، إذا غُصت في أعماقه كباحثٍ ستجد كنوزاً ثمينة؛ أو ربّما أوطاناً مدمَّرة..ولا بدَّ من ترميم تلك الأوطان بأيادٍ خبيرة وفذة؛ لتزيل الدمار وتضع أساساً قويّاً متيناً من جديد، وهنا يأتي دور الصحّة النفسية..إنَّ الأ...
قراءة المزيد
مطحون يأكل من الدهر ويشرب/ محمد قرط الجزمي
مطحونٌ يأكل من الدهر ويشرب
جرى حوار بين رجل مطحون وغراب.المطحون يسأل: «ما فائدة وجودنا في هذه الحياة؟»، فيجيبه الغراب: «إننا نحيا كي نستمتع»، فيقول المطحون بلسان حاله: «كيف؟ هذا صعب، الحياة مقيتة جدًّا، والألم لا يتوقف مع مرور الزمن، فمن سرَّه زمنٌ - كما يقول أبو العتاهية في ش...
قراءة المزيد
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين/ محمد قرط الجزمي
ثقافة أن تأكل مثل الآخرين
الأكل ثقافة محترمة، مثله مثل الفكر والفنون والرياضة، بل إن ثقافة الأكل تفوق في بعض الأحايين بقية الثقافات الأخرى، ونلاحظ ذلك في كثرة المطاعم مقارنة مثلاً بالمكتبات والمؤسسات الثقافية، بل إن المحاضرات والندوات تعقبها دائماً جلسات أكل، وكثير من اجتماعا...
قراءة المزيد
القارئ أنانيٌّ بطبعه/ محمد قرط الجزمي
القارئ أنانيٌّ بطبعه
الأنانية صفة سيئة، تجعل المرء يفكر في نفسه فقط على حساب الآخرين، هي لا تشبه الطموح والمنافسة في شيء، الطَّموحون والمنافسون ينفعون أنفسهم ويَسْمُون بإنجازاتهم، لكن الأناني يصعد على أكتاف الآخرين؛ يسيء إليهم، وقد يضرهم، فقط من أجل أن يتفوق هو ويعتلي من...
قراءة المزيد
حيلة الأنا/ جوليان باغيني
قليل من الفلسفة لن يقتلنا!
كتب الفيلسوف الإيرلندي، الأسقف بيركلي، ذات مرة قائلاً: "أثار الفلاسفةُ غباراً، ثم اشتكوا من أنهم لا يستطيعون الرؤية".وقد زادت آثار خطوات علماء النفس والطبيعة وعلماء الدين وعلماء الاجتماع أيضاً من كثافة سحابة الغبار التي تحجب نظرتنا للذات، فالذوات كال...
قراءة المزيد
محمد قرط الجزمي
تحت ظل الحياة والموت معاً
[فضفضة شخصية خاصة]هذا العام نكسة روحية ومادية في حياتي.أنا أكثر الناس إيماناً وتفاؤلاً بالحياة، رغم شظف العيش وسوء الحال، لكن من منا لا يلاقي مطبات في حياته توقفه بين الحين والآخر؟.. اعتدتُ أن توقفني الكثير من المطبات، لكن كلها تمضي مع الزمن كأنها لم...
قراءة المزيد
شعور من نور
شعور من نور
"الضوء الباهر يصرع نوازع الشر" نجيب الكيلانيلا أعلم هذا الشعور الذي يقودني إلى لا شيء... ما زال متشبثا بثوب النور، حتى حين يُرمى بالظلام، إنه يقف على حافة المجابهة، لكن تفكيره ما زال قابعا ومنزويا تحت ظل النور، يزرع الحِلم بماء الضمير؛ فيتقهقر متراجع...
قراءة المزيد
رواية: ذئب البراري هرمان هيسه
ثنائية الإنسان والذئب داخل الكيان البشري
"هذا المسرح السحري للمجانين فقط، ثمن دخولك.. عقلك".كم جرعة من المعرفة تلزم الإنسان ليحقق كينونته أثناء إقامته على الأرض؟وهل الإدمان ضررٌ محضٌ، حتى وإن كان هوساً بالثقافة والعلم والفنون؟ألا يمكن أن تكون السعادة في الضفة الأخرى من عزلة المثقف؟ألا يمكن ...
قراءة المزيد
كتاب: كل شيء لم أخبرك به
كان يجب أن تتزوجي شخصاً أكثر شبهاً بك
العنوان: كل شيء لم أخبرك بهالكاتبة: سيليست إنجالمترجمة: إكرام صغيريدار النشر: دار كلمات للنشر والتوزيعالتقييم: خمس نجومنبذة:طوال الوقت الذي عاشاه معًا، كان الأبيض لا يعدو أن يكون مجرد لون للورق، والثلج، والسكر. وكانت نسبة شيء ما إلى الصين -إذا حدث وأ...
قراءة المزيد
الأصل دان براو ن
المراجعة الثانية لرواية الأصل
هذه المراجعة نتاج قراءة جماعية لمجموعة«مائدة الكتب»يستمر دان براون الإبحار بنا في رحلة التشويق من خلال بطله الدائم للسلسله؛ البروفيسور (لانجدون)، أستاذ الرموز بجامعة هارفارد، وهذه المرة من خلال حل لغز جريمةٍ تقع في حفل أقيم في متحف الفن الحديث بمدينة...
قراءة المزيد
العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا
التاريخ، محطات نفخر بها
«التاريخ العُماني،..» هكذا وصفته الدكتورة هدى الزدجالية وهي تهديني كتابها، «محطاتٌ نفخر بها، منها سلطنة زنجبار».صدر كتاب "العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا" للدكتورة هدى الزدجالية، بطبعته الأولى عام 2021، عن الجمعية العمانية للكتَّاب وا...
قراءة المزيد

ذات أفنان

تابعونا حتى تصلكم أخبارنا